الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

الباحث والمترجم عادل حدجامي يهدي الخزانة العربية كتابا جديدا للفيلسوف الفرنسي جيل دولوز

الباحث والمترجم عادل حدجامي يهدي الخزانة العربية كتابا جديدا للفيلسوف الفرنسي جيل دولوز

بدأ العمل في هذه الترجمة "سبينوزا فلسفة عملية" (دار توبقال للنشر 2016)، منذ ثلاث سنوات تقريبا، وهي ترجمة يمكن أن تعد بشكل من الأشكال تتمة للعمل السابق الذي قام به المترجم عادل حدجامي، والذي كان متعلقا بدولوز تحديدا، وبسبينوزا في جزء منه، وهو كتابه "جيل دولوز، عن الوجود والاختلاف" الصادر عن نفس الدار أعلاه. وقد كانت الصيغة الأولى للترجمة قد تمت في إطار الإقامة التي أتيحت للمترجم في المجمع الأوروبي للمترجمين بآرل بفرنسا ودار المامون بمراكش في نهاية 2013. وقد توجه الباحث إلى تنقيح وتجويد الترجمة في السنتين التاليتين.

واختيار هذا النص دون غيره من نصوص دولوز جاء لاعتبارات عديدة: أولها أهمية النص، إذ هو واحد من أهم الدراسات التي قدمت حول سبينوزا في القرن العشرين، وقد كان له تأثير كبير في جيل كامل من الفلاسفة والمفكرين المعاصرين، إذ أن الأصل فيه كان الدروس التي قدمها دولوز في جامعة باريس بداية الثمانينيات. السبب الثاني كون النص يقدم تأويلا خاصا لفكر سبينوزا، يخرج به من سياقه  الأكاديمي والمدرسي الصرف الذي استبد به منذ البداية، ليجعل منه أداة عملية  لفهم العالم  المعاصر. فالسبينوزية فلسفة حيوية، تقدم رؤى للحياة والموت، وسبلا في فهم  العالم  فيما وراء الخير والشر. أما السبب الثالث في اختيار هذا الكتاب، وليس غيره، هو كونه يحمل نفسا مدرسيا، فيتيح للقارئ العربي، غير المتخصص تحديدا، أن يلج إلى قلب فلسفة سبينوزا في القيم، بقدر من اليسر.. وهذا ما يحتاجه القارئ العربي اليوم تحديدا، إذ في ثقافة لم تتمرس بالدرس الفلسفي المعاصر، نصوصا ومفاهيم، ينبغي أن يتوجه الاهتمام في الترجمة أولا إلى هذا النوع من النصوص التي تستحضر شرط التلقي، وهو ما يضمن لها شيئا من الاهتمام والتداول. فكثير مما يتم ترجمته إلى العربية، في الفلسفة على الخصوص، لا تنال الحظوة، ليس لنقص في أهميتها، بل لعدم استحضار شرط التلقي الخاص هذا.

يقع الكتاب المترجم في مائتي صفحة. وقد اختار المترجم أن ينشره دون تقديم، حتى يعطي للقارئ فرصة التلاقي مع النص مباشرة دون وسائط أو شروط.