الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
مجتمع

القاضي السالك: تصريح المدير العام للفوسفاط هو الذي أشعل النار في الصحراء

القاضي السالك: تصريح المدير العام للفوسفاط هو الذي أشعل النار في الصحراء

اعتبر القاضي السالك، الناطق الرسمي للتنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون، أن خوضهم للاعتصام بالمدينة يرجع بالأساس إلى تصريح المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط الذي أعلن عن عملية توظيف 1270 شاب بالأقاليم الجنوبية وخاصة من العيون، لكننا نفاجأ، يضيف محاورنا، بالإقصاء والتهميش الذي شاب عملية التوظيف، حيث تم وضع شروط الحصول على شواهد بعيدة كل البعد عن المؤهلات التي يتوفر عليها أبناء الإقليم. مشيرا إلى أن هناك إكراهات مادية تحول دون انضمامهم إلى المجموعات الوطنية، معتبرا إياها (الإكراهات) تحول دون تنقلاتنا وتعيق حركتنا.

+ بداية، ما الداعي إلى اتخاذ قرار خوض اعتصام بالعيون؟

- قرارنا بخوض اعتصام بمدينة العيون تم بناء على منطلقات ومعطيات موضوعية، خصوصا بعد صدور تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي أكد من خلاله أن نسبة البطالة جد مرتفعة في الأقاليم الجنوبية، حيث تضمن التقرير معطيات وأرقام موضوعية وواقعية.. أما العامل الثاني فيرتبط بالأزمة التي اندلعت بالعيون بعد تصريح المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، والذي أعلن عن عملية توظيف 1270 شاب بالأقاليم الجنوبية وخاصة من مدينة العيون، فإذا بنا نفاجأ بالإقصاء والتهميش الذي شاب عملية التوظيف، حيث تم وضع شروط الحصول على شواهد بعيدة كل البعد عن المؤهلات التي يتوفر عليها أبناء الإقليم. والمسألة الثالثة، هي أن القنوات الرسمية للدولة تروج للرأي العام الوطني والدولي بأنها تقوم بعملية تنمية شاملة للأقاليم الجنوبية وبأن هذه الأقاليم تحولت إلى ورش مفتوح ومتكامل يستهدف الساكنة، وهو الأمر الذي نعتبره بعيدا كل البعد عن الحقيقة المعاشة بالمنطقة، لأن الفئة المستهدفة من هذه المشاريع هي لحد الآن محل إقصاء وتهميش. جميع البرامج التي أتت بها الدولة منذ سنة 1975 إلى غاية 2015 هي بالنسبة لنا فاشلة، ولم تستهدف لحد الآن الفئات المستهدفة (الساكنة)، لأنه الآن هناك هوة كبيرة بين الأعيان والمنتخبين من جهة، وبين الطبقات الاجتماعية المتوسطة والدنيا من جهة أخرى.. وهو الأمر الذي أحدث نوع من التذمر لدى النخبة ولدى الساكنة عموما .

+ كم عدد المعتصمين، وما هي مطالبكم؟

- عدد المعتصمين حوالي 600 شخص، ويتكون التنسيق الميداني من ست فئات اجتماعية: التنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون، جمعية النهضة للمعطلين، مجموعة الأمل للمعطلين، خريجي برنامجocp skills sahara ، بالإضافة إلى الجالية المقيمة بالخارج وجمعية كندلف .

+ ما هي مطالبكم كمعتصمين؟

- مطالبنا اجتماعية بحتة، نطالب بالشغل والحياة الكريمة...

+ لكن لماذا لم تنضموا إلى باقي المجموعات التي تعتصم بالعاصمة الرباط؟

- كما لا يخفى عليكم فنحن نعاني من إكراهات مادية تحول دون انضمامنا إلى المجموعات الوطنية، وهذه الإكراهات تحول دون تنقلاتنا وتعيق حركتنا.. فالرباط تبقى جد بعيدة عن مدينة العيون وعن السمارة وعن بوجدور وعن الداخلة، علما أن مواردنا غير كافية. وأشير أنه لدينا علاقات وطيدة بإخواننا في التنسيق الميداني بالرباط وبباقي المجموعات الوطنية، ونحن نتشاور معهم بشكل دائم .

+ الأقاليم الجنوبية لها خصوصيتها، وهو ما يؤدي في معظم الأحيان إلى تسييس التحركات ذات الطابع الاجتماعي من طرف بعض المنظمات الدولية، هل أنتم واعون بهذا الأمر؟

- المنطقة ذات وضع خاص، ونحن كمعطلين غير معنيين بتحوير بعض الاحتجاجات عن مضمونها الحقيقي، فنحن نرفع مطالب اجتماعية بحتة، وحتى اللافتات التي نرفعها تنادي بالشغل والعيش الكريم.

+ وماذا عن بروفايل التنسيقية؟

- بالنسبة للتنسيقية المحلية للأطر العليا الصحراوية المعطلة فهي تتكون من حاملي دبلوم الماستر فما فوق، أما بالنسبة للتنسيق الميداني فيتشكل من التقنيين والمجازين وحاملي الماستر فما فوق وخريجي برنامج ocp skills 

+ تطرق الخطاب الملكي الأخير لمحاربة الريع وإطلاق المخطط التنموي للأقاليم الجنوبية، فكيف تنظرون إلى المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية في هذا الإطار؟

- الدولة المركزية تضع مشاريعا وعددا من البرامج لفائدة الأقاليم الجنوبية، لكن هناك وسطاء يحولون دون وصول هذه المشاريع للفئات المستهدفة.. وهذا هو الخطأ الكبير الذي ما زالت لحد الآن تقع فيه الدولة. ولكي نكون واضحين، ونحن نعيش مرحلة من الانفتاح، ينبغي أن تكون أي فئة مستهدفة من برنامج معين هي المخاطب، فلما تضع الدولة مخططا تنمويا لفائدة الأقاليم الجنوبية أو برامج ثقافية أو برامجا لتعزيز البنيات التحتية..لا نرى أنها تخاطب المستهدفين الحقيقيين، وهذا خطأ نبهنا له في مجموعة من اللقاءات وفي مجموعة من الندوات.. كما أشرنا لذلك في مجموعة من الرسائل لوسائل الإعلام. فهذا الخطأ هو الذي يعرقل المسار التنموي في الأقاليم الجنوبية.