الأحد 20 إبريل 2025
سياسة

كيف غرق وزراء بنكيران في الفضائح والأنانية وخانوا ثقة الشعب والملك..؟

كيف غرق وزراء بنكيران في الفضائح والأنانية وخانوا ثقة الشعب والملك..؟

مول البرتوش، مول البزازل، مولات القنانف، مول الشكلاط، مول الكراطة، مولات جوج فرانك، مول التفعفيع.. وزيد وزيد، هؤلاء ليسوا أبطال الجزء الثاني من فيلم «علي زاوا»، الذي يحكي الوجه الخفي لمدينة الدار البيضاء، وقصص بعض مشرديها، بل هي أسماء حقيقية لوزراء حكومتنا الموقرة برئاسة الشاف بنكيران، صاحب اللسان الطويل، فقد أصبح لايمر شهر بل وأحيانا أسبوع حتى يخرج لنا هذا الوزير أو تلك الوزيرة أو هما معا بقصة يتداولها الناس في مجالسهم، بل أصبحت مادة إعلامية في كبريات المؤسسات عبر العالم، حتى أصبح المطلب الشعبي، «بنكيران شد علينا وزراءك، راه شوهونا»، طبعا زلات لسان وزرائنا ليست بدعة عن باقي وزراء الحكومات السابقة أو حتى حتى حكومات باقي الدول منها المتقدمة، لكن هذا لايعني مجاراة الشعبوية و»تطياح النيفو»، فمهما يكن فالحكومة تحتل مكانة مهمة في الدستور، ورئيسها يمثل الرجل الثاني في الهرم الدستوري، مما ينبغي معه أخذ الحيطة والحذر، من أي أسلوب لغوي زنقوي.. وعوض أن نجاري الدول العظمى في ابتداع مفهوم «الديمقراطيون الجدد»، أصبحنا أمام «المهرجين الجدد»..

والخطير في الأمر، أن الوزراء والبرلمانيين بدل أن يحرصوا على تعبئة الشعب لمواجهة المخاطر التي تهدد المغرب (ملف الصحراء مثلا) أو لتعبئتهم لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية تراهم ينشغلون بنقاشات تافهة وساقطة.

عبد العظيم الكروج: عاشق الشوكلاطة

لم يكن عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب المكلف بالتكوين المهني في النسخة السابقة من حكومة بنكيران، تحت الضوء الإعلامي، وكان أنشطته ضمن تسيير قطاع التكوين المهني، تمر بشكل عادي، مادام أنه قبل استوزاره لم يكن شخصية معروفة، لكن صاحبنا الكروج، الذي لم يكن يحدث همسا ولا ركزا، سبب له لسانه الإعفاء من الحكومة في ماي 2015، ليس لأنه استخدم لسانه في إعطاء تصريحات منافية لصفته الحكومية، بل لأنه استعمل هذا العضو الحساس في تذوق أفخر أنواع الشكلاطة.

حيث أقر بأن عائلته اقتنت فعلا كميات الشكلاط المذكورة، محملا مسؤولية الخلط الذي وقع إلى السائق، «لأن المحل التجاري تعامل مع سائقي، ولم يميز بين طلب الوزارة والعائلة»، على حد تعبير الكروج.

وكشف الكروج أن «العائلة قامت في هذه المناسبة بطلب الشكلاط، وكان هناك خلط أحدث لبسا كبيرا عند المحل التجاري»، موضحا «أنه تم رفع هذا اللبس بعد ثلاث أسابيع من الطلب، وذلك عندما سئلت عما إذا كانت الوزارة قد طلبت الحلويات، لأجيب بالنفي قبل أن أتأكد من كون العائلة هي التي طلبت ذلك». الكروج عزا عدم رده المباشر على الاتهام الذي وجه له بالتأكيد على أنه «كان لابد من التريث حتى يكون الجواب بناء على أساس مضبوط، ووقتها لم أكن أتوفر على المعطيات الكافية»، يقول الوزير الذي أشار إلى أنه «كان هناك خطأ لأنني لم أعط أهمية للموضوع».

خطأ عائلي تسبب في إخراج الوزير الشكلاطي من الحكومة، متفرغا لأكل الشكلاطة «على خاطرو»، بعيدا عن أعين المتتبعين التي ترصد كل كبيرة وصغيرة في الشأن الحكومي.

تفاصيل أوفى تقرؤونها في عدد أسبوعية "الوطن الآن" المتواجد حاليا في الأكشاك