لو عدنا قليلا بشريط ذكرياتنا إلى الوراء، سنقف على حقيقة مدى الذكاء والدهاء، أيضا، اللذين كان يتمتع بهما آباؤنا وقبلهم الأجداد، وخاصة على مستوى تدبير أمور حياتهم الاقتصادية حتى دون أن تطأ أقدامهم حجرات الدراسة.
ولعل أبسط دليل على ذلك لجوؤهم إلى الادخار عن طريق شراء حلي الذهب أو "اللويز"، حيث يضربون عصفورين بحجر واحد. فمن جهة، يقدمون تلك المقتنيات لزوجاتهن كعربون محبة، وبالتالي بناء لبنة إضافية في صرح الثقة الزوجية.. ومن جهة ثانية، يوفرون لأنفسهم كل ضمانات العودة إلى تلك الحلي حالة عسر الحال لبيعها. علما أن عملية الشراء لا يكون زمنها اعتباطيا، وإنما وقت تدني الأسعار حتى يصير الموضوع في صلب تأدية دور "الدرهم الأبيض ينفع في اليوم الأسود"، أو بالترجمة الدارجة "الجمع لدواير الزمان".
والأكيد أنه لو أطال القدر بأعمار ذلك السلف إلى يومنا هذا، لوجدتهم في تسابق لاقتفاء النهج ذاته، خاصة وأن أسعار الذهب تسجل حاليا نزولا غير مسبوق منذ سبعينيات القرن الماضي، إذ سجل سعر الذهب عيار 24 ما يوازي 341.34 درهما، في حين سجل سعر عيار 22 ما يقارب 312.89 درهما. أما عيار 21 فقد سجل نحو 298.67 درهما. بينما سجل سعر عيار 18 نحو 256 درهما، وعيار 14 ما يعادل 199.11 درهما، مقابل نحو 142.22 درهما لعيار 10.