قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عدم التمديد لعبدالإله بنكيران لولاية ثالثة على رأس الحزب، وذلك بتعديل النظام الأساسي الذي لا يسمح للأمين العام سوى بولايتين. وجاء هذا القرار بعد ورود أنباء حول إمكانية إجراء تعديلات على النظام الأساسي للحزب القائد للائتلاف الحكومي حتى يتمكن بنكيران من قيادته لولاية ثالثة.
وأفادت مصادر إعلامية بأن الأمانة العامة لحزب المصباح لن تطلب التمديد لبنكيران ولن تقدم أي توصية بتغيير النظام الأساسي للمؤتمر الوطني المقبل للحزب. واعتبر بعض أنصار العدالة والتنمية أن هذا القرار صائب ومن شأنه أن يخدم صورة الحزب الذي صار منسجما أكثر مع قوانينه الداخلية، في حين اعتبر شقّ آخر من الأنصار أن تعديل النظام الأساسي لا يعني بالضرورة أن الحزب يغيّر قوانينه على مقاسات الأشخاص بل يدل على مرونة في التعامل مع المتغيرات في المشهد السياسي خاصة أن بنكيران نجح في قيادة الحزب وفي احتواء الخلافات بين قادته.
واجتمعت الأمانة العامة للعدالة والتنمية منذ يومين، وأوردت مصادر محلية أن الاجتماع تناول بالدراسة ميزانية الحزب، وناقش أعضاؤها الاستعدادات للانتخابات التشريعية المقبلة إلى جانب التحضيرات للمؤتمر الوطني الثامن للحزب. وأجمع قادة الحزب الإسلامي على تأجيل المؤتمر الوطني الثامن إلى ما بعد الانتخابات التشريعية والتركيز أكثر على برنامج الحملة الانتخابية، خاصّة أنه مع إجراء المؤتمر الوطني سيُضطر الحزب إلى تغيير قيادته الحالية وهياكله الجهوية والمحلية ممّا قد ينعكس سلبا على الترشيحات الانتخابية. يشار إلى أن عبدالإله بنكيران قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن حزبه ليس عقيما وفيه الآلاف من المناضلين ممن هم قادرون على خلافته، “بعيدا عن فكرة الزعيم الأوحد”.
وأوضح أن العدالة والتنمية حزب سياسي، وأن ما تم تحقيقه “هو بفضل جميع أعضائه”، مضيفا “المستقبل بيد الله، غير أنه لا يمكن الحكم بكون استمرار الحزب مرتبط بشخص عبدالإله بنكيران. استمراري على رأس الحزب مرتبط بقرارات أعضاء الحزب وفق القواعد التنظيمية التي تقرها آلية الترشيح والتزكية بالحزب”. ومعلوم أن القانون الداخلي للحزب لا يسمح بولاية ثالثة لبنكيران الذي لم يُعارض فكرة إعادة ترشيحه من قبل أعضاء المجلس الوطني، حيث قال في تصريحات سابقة “ولاية ثالثة لا يسمح بها قانون الحزب، والقرار يرجع لأعضائه. إذا أرادوا تغيير القانون فذلك شأنهم”، مضيفا “أنا معنيّ، وقواعدنا أنه لا أحد يترشح من تلقاء نفسه، وعندما يطلب منا الترشح لن نتراجع عن المهام”.
العرب اللندنية