لحظة وفاء واعتراف ألقة شهدتها رحاب "الثانوية التأهيلية لسان الدين بن الخطيب" في عمق مقاطعة تابريكت بسلا، (يوم السبت 5 دجنبر 2015)، تمثلت في تكريم قيدوم مديري المؤسسة الأستاذ عبد الحي السدراتي، الذي اشتغل قرابة عقدين من الزمن، من 1977 إلى 1996، على رأس إدارة الثانوية المذكورة، حين كانت "ثانوية إعدادية" في أول عهدها في آواخر السبعينات. لحظة الوفاء هاته كان وراءها ثلة من قدماء تلامذة بن الخطيب، شدهم الحنين إلى الزمن الماضي الجميل، فسارعوا بداية إلى تأسيس إطار جمعوي "جمعية قدماء تلامذة بن الخطيب" (تأسست في مارس 2014) ثم بدؤوا في تحضير لقاء الوفاء تحت شعار "نحن جيل لا ينسى الجميل" لتتويج "رجل تربية" من طينة فريدة، وإنسان يسكن ذاكرة جمعية، هو الأب والمربي "عبد الحي السدراتي".

 فكان لقاء بكل ألوان الطيف والإحتفاء، حضره عشرات من قدماء التلاميذ، فيهم من حضر من بعيد رفقة طفل أو حفيد، وتغيرت وجوه وملامح، في أجواء طفا فيها فيض مشاعر إنسانية رقيقة، ودفئ طرائف من ذكريات صف الدراسة بالثانوية، وسفر على أجنحة مستملحات من سنوات التحصيل ممزوجة بشغب جميل لشباب آنذاك.. وكان واسطة عقد اللقاء المحتفى به "عبد الحي السدراتي"، وهو يحضر، رغم تعب السنين، في جلبابه المغربي متوجا مثل "عريس"، يعانق الأفئدة ويوزع التحايا والابتسامات، ويتقفى أثره، في فضاء مدرسة سكنها وسكنته، والفرح يشع من عينيه مثل طفل صغير فرح بلعبة جديدة، كيف لا وكثير من أمكنة وممرات وأدراج بالثانوية هي شاهدة على مروره، مرور "رجل تربية" وشم المؤسسة بطابع الحزم والصرامة والمسؤولية، كما يشهد بذلك كثيرون ممن اشتغلوا إلى جانبه أو عاصروه.

وتحدث عبد الواحد مكرود رئيس "جمعية قدماء تلامذة ثانوية بن الخطيب" عن خصال الرجل النبيلة وعن "معلمة بن الخطيب"، ودواعي تأسيس الجمعية "في وقت ضاقت فيه أواصر التواصل وعلاقات الصداقة والمودة بين الناس"، وعن نية الجمعية في الإنخراط في دعم وتفعيل أنشطة ثقافية وتربوية بالمؤسسة، وثمن من جانبه عبد العالي القصري، المدير الحالي للثانوية، هذه المبادرة المحمودة واصفا من جانبه المحتفى به بـ"إنسان عرف عنه تفان وإخلاص في العمل، وتخرج في ظل إدارته عدد من أطر وكوادر الوطن.."، وألقت شيماء العبدي، تلميذة من سلك الباكالوريا بالثانوية، كلمة باسم الجيل الجديد تعبيرا عن ربط الماضي بالحاضر في حلقة المؤسسة، كما عرف حفل التكريم تقديم فقرة موسيقية طرزتها أنامل فؤاد الهواري، من قدماء تلاميذ بن الخطيب، بتقاسيم على آلة العود، مصحوبة بأغاني كلاسيكية من الزمن الذهبي الجميل، وفي ختام اللقاء قدمت للمحتفى به عدد من الهدايا الرمزية والتذكارية، عرفانا لرجل سكن كثيرا من الوجدان، بما قدمه من جليل خدمة خلال مسار حافل طويل في حقل التربية والتعليم.