تفاعل "الشعب الأزرق" أو مستوطنو شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، مع الخطاب الملكي بالعيون والإشارات القوية التي تضمنها الخطاب. إذ كتبت الفاعلة الجمعوية رقية أشمال، في تدوينة على حسابها بالفايسبوك، قائلة: "أن يترجل الملك ليمد يديه تحية وسلاما للمواطنين والمواطنات بمدينة العيون الذين حجوا لاستقباله، فهذا دلالة على أخلاق الملك العالية في التعامل، البساطة والتواضع والحب المتبادل، وعلى الأمن والاستقرار الذي تنعم به المنطقة وهو رسالة إلى من يهمهم الأمر".

ولم يفت رئيسة منظمة فتيات الانبعاث، تتبع خيوط الخطاب الملكي وجرد أهم النقط التي تناولها خطاب 6 نونبر2015، كتثمين الخطاب لشيم أهل الصحراء المزاوجة بين العلم وممارسة التجارة، وهي رسالة تقطع مع اقتصاد الريع، وإشارته إلى مشروع خارطة البنية التحتية/ تأهيل الطرقات، الطريق المزدوج، تطوير منظومة اقتصاد الطاقة، دعم محور التنمية الاقتصادية المنفتحة على دول الجنوب. والتأكيد على التقاسم العادل للثروات للمواطنين، وتنديده بالوضع الإنساني بمخيمات تندوف... مع تحميله الجزائر المسؤولية المباشرة لتوتر الوضع.

بدوره كتب مصطفى التاج، الكاتب الوطني للشبيبة المدرسية، تدوينة على حائطه بالفايسبوك، يحث الحكومة على التقاط الإشارات الملكية بقوله: "المطلوب الآن، أن تعد الحكومة نفسها لكي تكون في مستوى قوة هذا الخطاب وحماسته، تخطيطا وتنفيذا وتتبعا.ًفقد كان لافتا أن الخطاب الملكي وجه توجيهات عدة للحكومة بشكل مباشر وفي حالات متكررة".

وأبدع "شعب الوطن الأزرق" فايسبوك، في كتابة تدوينات تقطر الشمع على الجزائر، إذ يتداول نشطاء الفايسبوك عبارة مليئة بالسخرية تقول: "الحكومة الجزائرية اعتبرت أن الخطاب الملكي مع الثامنة ونصف ليلا مؤامرة... حيث بوتفليقة مقدرش يتبعو، السيد شرب الدواه ونعس".

وعلق وحيد مبارك، الصحافي والفاعل الجمعوي، عن وقع الخطاب الملكي على الجارة الجزائر بتدوينة جاء فيها "الجزائر تئن تتألم تنتحب..". المضمون نفسه أكد عليه سفيان البحري، الذي دون ما يلي: "ساكنة مدينة العيون بالصحراء المغربية خرجت عن بكرة أبيها، وخصّت جلالة الملك باستقبال شعبي تاريخي منقطع النظير... إنها المسيرة الخضراء الثانية في حضرة الملك محمد السادس من قلب الصحراء المغربية والتي زلزلت قلوب الأعداء بقوة 10 درجات على سلم ريشتر.."

عدد كبير من تدوينات "الشعب الأزرق"، حاولت تسليط الضوء على العيوب التي شابت عملية الاحتفال بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، لاسيما واقعة انقطاع الكهرباء خلال الجولة الملكية، بحيث طالب العديد من رواد الفايسبوك بضرورة استقالة المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء. وتساءل عبد الحق مبشور، المستشار الجماعي السابق والمسؤول عن الإنتاج في القناة الثانية، في تدوينة على حائطه، عن الأسباب التي تقف وراء انقطاع الكهرباء أثناء التغطية التلفزية لوصول الملك للعيون، والنقل التلفزي الذي كان دون مستوى الحدث الكبير.

المضمون نفسه شاطره فيه الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي، الذي دون على حائطه ما يلي: "ننتظر قرار إعفاء مدير المكتب الوطني للكهرباء والماء لأن حياة الملك والشعب وأمن الوطن لا مجال فيه لسوء التدبير، وكان عليهم القيام بالاحتياطيات اللازمة، منها محولات متنقلة لدعم الاستهلاك العالي للكهرباء بمدينة العيون".

انتقادات "الشعب الأزرق" لم تقف عند هذا الحد، بل سلطت الضوء على الإقصاء الذي تمارسه الحكومة للثقافة الحسانية، حيث كتب الناشط الحقوقي مصطفى ولد سلمى تدوينة أثارت استحسان الكثيرين، قال فيها: "أصدقائي عندما تفرغون من التلفاز بعد الخطاب الملكي من مدينة العيون، ستكونون قد خرجتم باستنتاج أن الحكومة المغربية متأخرة في تنزيل دستور 2011 في شقه المتعلق بترقية الثقافة الحسانية. فخلال الساعة والنصف التي مضت تنتظرون فيها الخطاب الملكي لم تسمعوا أغنية صحراوية، في مناسبة كلها عن الصحراء. وللعلم فثقافة المجتمع الصحراوي شفهية وتعتمد على القصيدة والأغنية، وبهما نجحت البوليساريو في اختراق الوجدان الصحراوي".