الأربعاء 2 إبريل 2025
سياسة

سمير شوقي : معرفة الإعلام السويدي بالقضية الوطنية جد سطحية

سمير شوقي : معرفة الإعلام السويدي بالقضية الوطنية جد سطحية

على هامش الزيارة التي قامت بها اليومية الاقتصادية المغربية Les ECO، إلى السويد، على خلفية تلويح حكومة ستوكهولم الإعتراف بـ " البوليساريو"، أجرت "أنفاس بريس"حوارا مع سمير شوقي مدير نشرLes ECO :

 

قمت مؤخراً بزيارة إعلامية لعدد من المنابر السويدية، هل يندرج الأمر ضمن الدبلوماسية الإعلامية؟ وما هي الأمور التي وقفت عليها بخصوص المعالجة الإعلامية لقضية الصحراء في الإعلام السويدي وعموما الإسكندنافي؟

- "بالفعل قامت اليومية الاقتصادية Les ECO بزيارة للسويد بهدف ملاقاة الصحافة المحلية لجس نبضها حول تصوراتها بخصوص قضية الصحراء. هي فعلاً دبلوماسية إعلامية جد مجدية  بدليل أني لما التقيت بمسؤولين عن كبريات الجرائد  مثل Dagens Nyheter و Epressen والتلفزة والإذاعة العموميتين أدركت أن معرفتهم بالقضية الوطنية جد سطحية حتى أن البعض مقتنع بشكل كبير أنه لما خرجت اسبانيا من الصحراء سنة 1975 احتل المغرب الصحراء مباشرة. فكان علي أن أشرح لهم أن امتداد القضية أبعد من ذلك بكثير وبأن حدود المغرب كانت تصل حتى السنغال قبل ثلاثة أو أربعة قرون وبالتالي فإن أصل المشكل هو اقتطاع الفرنسيين لأجزاء من شرق المغرب من طرف الفرنسيين وكذلك فعل الإسبان بالجنوب المغربي. هم كذلك يجهلون ما قام به المغرب من إصلاحات على امتداد الستة عشر سنة من حكم الملك محمد السادس و لديهم قناعة أن المغرب مازال يعيش سنوات الرصاص. بهذا الخصوص سلمتهم نسخة من الكتاب الذي أصدرته مجموعتنا بعنوان : "محمد السادس، 16 سنة من التنمية" وهو للإشارة باللغة الانجليزية وهذا هو الهدف من إصداره ."

أصبحت مؤخراً استكهولم قبلة للهيئات الحزبية المغربية بمختلف توجهاتها اليسارية واليمينية الى جانب هيئات جمعوية، كيف يمكن تصور هذا الحراك المدني من حيث التأثير على مواقع صنع القرار السويدي؟

-"للأسف التحرك المغربي جاء متأخراً جدا، لقد تركنا الساحة الإسكندنافية فارغة يصول  فيها الانفصاليون كما يشاءون ويسوقون لأطروحتهم بكل حرية. وسائل الإعلام التي تواصلت معها يعرفون تحركات أعضاء البوليزاريو جيداً لكن جلهم لم يسبق له أن رأى مسؤولا أو إلتقى دبلوماسيا. الآن، لا يجب أن نبكي على الأطلال بل يجب أن تحرك بشكل مدروس و على عدة أصعدة. الأحزاب السياسية قامت بزيارتين وعليها أن تسلم المشعل للمجتمع المدني ليقوم بواجبه كما أن للإعلام المغربي دور يجب القيام به دون الاتكال على السلطات العمومية. مثلا Les ECO يتوقع قريباً شراكات مع وسائل الإعلام التي زرناها لكن واهم شيء هو أننا سنفتح قريباً مكتبا بستوكهولم ليغطي مجموع الدول الإسكندنافية وسيكون نافذة  للتواصل الدائم مع الساسة والإعلاميين وفعاليات المجتمع المدني بتلك الدول حتى يبقى المغرب حاضرا هناك بوقعه و إعلامه".

ما الذي يميز التحرك الانفصالي في هذه الدول، ويجعل حجته أحيانا أقوى من الطرح المغربي؟

-" الأمر لا يتعلق بقوة الحجج وإنما بطرف حاضر يقدم أطروحته المغلوطة ويلعب دور الضحية بصور مفبركة ويلف على جميع جمعيات حقوق الإنسان والمجتمع المدني  للتباكي مقابل طرف غائب بشكل شبه كلي والطبيعة تكره الفراغ".