طالب أحمد الصغير، رئيس المنتدى المغربي الدانماركي، بتكثيف الدبلوماسية الموازية في الدول الأسكندنافية، وبالأخص في السويد والنرويج، بالنظر للحضور الانفصالي المعادي للوحدة الترابية في هذه الدول. وأكد الصغير في اتصال هاتفي مع موقع "أنفاس بريس"، أن المجتمع المدني الأسكندنافي له طبيعة حقوقية، ويتعاطف مع كل القضايا الإنسانية عبر العالم، آخرها القضية الفلسطينية.. وهو ما يحاول خصوم الوحدة الترابية، ممثلين في جبهة البوليساريو، وبدعم جزائري، تصوير الوضع في الأقاليم الصحراوية "احتلالا مغربيا"، مما يجعل كل طلبات اللجوء السياسي سواء من انفصاليي الداخل أو مخيمات تندوف تجد قبولا لدى سلطات الهجرة في السويد، مما مكن لهم حضورا مميزا في التجمعات الطلابية والشبابية والحقوقية في عموم دول اسكندنافيا، كما استطاعوا خلق شبكات تواصلية مع جمعيات المجتمع المدني في السويد، واقتحموا عددا من المؤسسات الحزبية خصوصا اليسارية، واستطاعوا تعلم اللغات المحلية مما ساعدهم في التواصل المباشر مع الأسكندنافيين، مستغلين بذلك أطفالا صحراويين يتم جلبهم من مخيمات تندوف بدعم جزائري، وتقديمهم على أنهم يعيشون في الأقاليم الصحراوية المغربية، ملتمسين اللجوء السياسي لأسرهم..
وكشف الصغير أن هذا التقدم الانفصالي في الدول الأسكندنافية، تم أمام "ترهل" الدبلوماسية الموازية المغربية، في غياب خطط استباقية لأي تحرك انفصالي معادي للوحدة الترابية الوطنية، مبديا أسفه لغياب سفير المغرب في السويد منذ أكثر من عامين، وانشغال الجمعيات الجادة عن ملف الصحراء المغربية في ظل ضعف التأطير..
واسترجع رئيس المنتدى المغربي الدانماركي، جهود المنتدى رفقة نشطاء مغاربة في التصدي لتحركات مماثلة لانفصاليي البوليساريو منذ 3 سنوات، عندما تقدم حزب اللائحة الموحدة، وهو حزب يساري، بمقترح للبرلمان قصد الاعتراف الرسمي بالجمهورية الوهمية، حيث "تمكنا من إفشال هذا المقترح بعد الاتصال المباشر بمسؤولي هذا الحزب، وغيره من أحزاب الأغلبية البرلمانية، فتم في الأخير سحب هذا المقترح.. ومع ذلك فمن المفروض أن تبقى وضعية الإنذار والتأهب لدى الفاعلين الرسميين والجمعويين بكل دول اسكندنافيا، إذ هناك تحركات مشبوهة للانفصاليين في النرويج"، يقول الصغير، مضيفا في ذات الاتصال الهاتفي مع "أنفاس بريس"، أن المنتدى سينظم وقفة احتجاجية أمام السفارة السويدية في الدانمراك، وهو يستعد لخوض حملة دبلوماسية مع المسؤولين المدنيين والحزبيين في السويد، من أجل دحض المزاعم الانفصالية، مؤاخذا الأحزاب في المغرب عدم قيامها بالواجب الوطني في الأمميات سواء الليبرالية أو الاشتراكية أو الدينية للدفاع عن الملف المغربي، وصد كل محاولات جبهة البوليساريو استغلال عضويتها في الأممية الاشتراكية للاعتراف الدولي..
غير أن الخطير هو ما كشف عنه الصغير، عندما صرح لموقع "أنفاس بريس"، بأن تحرك خصوم الوحدة الترابية في الدول الأسكندنافية، وخصوصا في السويد والنرويج، إلى جانب الدعم الرسمي والمدني للجزائر، يجد له تعاطفا من نشطاء فلسطينيين معروفين وكذا أكراد، خلال المحافل التي تنظم لنصرة قضايا الأقليات عبر العالم، وهو تعاطف يعتبره الصغير، خطيرا بالنظر للرعاية الرسمية التي يقدمها المغرب للشعب الفلسطيني منذ عقود.. فهل جزاء الإحسان هو الجحود؟ يتساءل الصغير، مضيفا أن هناك شبه استلاب ثقافي وفكري تعرض له مغاربة اسكندنافيا، جراء الحضور المشرقي من لبنان وسوريا وفلسطين منذ عقود، جعل بعض المغاربة رهائن فكر ومذهبية غريبة عن الخصوصية المغربية.