الثلاثاء 16 إبريل 2024
اقتصاد

مديرصندوق الضمان الاجتماعي يحول "دار المؤمن " إلى تازمامارت

مديرصندوق الضمان الاجتماعي يحول "دار المؤمن " إلى تازمامارت

"دار المؤمن" التي تنزوي بشارع المقاومة بالدارالبيضاء مثل "قاطع طريق" يسلب الناس أموالهم.. تلك الدار التي تصبح مثل "جهنم" بالنسبة للمتقاعدين والمسنين ومن أرهقتهم سنوات من العمل المضني.. تلك الدار التي تتنفس برئات الكادحين وأموال الأرامل واليتامى لا تبدي أي شفقة أو رحمة تجاه منخرطيها الذين يضطرون إلى تسلق الطوابق العليا لاستخلاص أوراقهم الإدارية أو الاستفسار عن معلومة أو تأخر وصول رواتب تقاعدهم. منخرطون شيوخ طاعنون في السن يصعدون السلالم بشق الأنفس كأنهم يتسلقون جبلا، بسبب التعطل الدائم للمصاعد بهذه البناية، في الوقت الذي كان على سعيد حميدوش، مدير الصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي، أن يراعيويسهل مأمورية هذه الفئة التي تحمل أثقال هذا "الصندوق" الذي لم يضمن لهم حتى إنسانيتهم وآدميتهم ليضمن لهم تقاعدا مريحا. سعيد حميدوش لا يعلم أن كل رحلة يقطعها المتقاعد إلى هذه الدار التي انقطع عنها "الإيمان" هي رحلة عذاب و"تسخسيخ". فما هكذا ترد الجميل للمتقاعدين الذي أفنوا أعمارهم في تسمين "الصندوق" من أموال عرقهم

"دار المؤمن" هي القلب النابض لمؤسسة الصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي التي تتسلم تحويلات منخرطيها، مثل "مغارة علي بابا" التي تكنز الأموال. لكن كل هذا الترف لا ينعكس على هذه "الدار" التي لا تشعرك بالأمان. مجموعة من السراديب والمكاتب الحقيرة والوجوه المحنطة. نحن.. أنا... أنت... هم... هن... آباؤنا... أجدادنا من دفعوا الضريبة ويستخلصون اليوم الثمن باحتقارهم ووضع الحواجز في طريقهم.

فماذا سيخسر سعيد حميدوش لو أعطى أوامره بتسهيل مأمورية هؤلاء المتقاعدين، وأصلح "السانسور" المعطل منذ ماقبل "العهد الطباشيري" وبدل أن يتم إنفاق المال على "الخوا الخاوي" كان من الأجدر صيانة بناية "دار المؤمن" احتراما لكرامة الموظفين والموظفات الذين "يتسخسخون" في الدروج واحتراما للعجزة زبناء المرفق الذين يقصدون الدار لقضاء أغراضهم الإدارية.