وكالة الأنباء الفرنسية لها باع طويل في الحقد على المغرب وسياساته، ولها تاريخ من المناورات الإعلامية تجاه هذا البلد، كما لها سجل حافل من تقديم خدمات لنظام النفط والغاز بالجزائر، وذلك مقابل شن الهجمات المغرضة ضد المغرب وتزوير الحقائق ونشر بيانات مغرضة والتعامل مع الانتهازيين ومع الحاقدين ومع مخابرات الجزائر.
كلما تعلق الأمر بالمغرب تفقد وكالة الأنباء الفرنسية صوابها، وتضع الموضوعية التي تأسست من أجلها في ركن قصي، وتعلن انحيازها لأعداء هذا البلد، وتكذب على الأحياء والموتى، ووحدها وكالة "أ.ف.ب" نقلت وفاة 87 حاجا مغربيا وما شاء الله من الجرحى، وهو الخبر الذي لم يتأكد لدى أي مصدر أمني وطبي بالسعودية.
ففي الوقت الذي تم الإعلان رسميا عن وفاة ثلاثة حجاج مغاربة وإصابة ستة آخرين، كما تم الإعلان عن تتبع الموضوع وما إن كان هناك ضحايا آخرون، ظلت الوكالة تنشر مع كل رقم جديد رقم 87 ولا ندري ما إن كانت اتفقت في ذلك مع المخابرات الجزائرية على الرقم الآخر، فكلما نفخت في الأرقام نفخت المخابرات في المخصصات من عائدات النفط والغاز.
خبر تنقله وكالة وحيدة في كل بلاد الدنيا، هي وحدها لديها الخبر اليقين، وتنسبه لمصادر مجهولة. وللأسف فـ "المجهول" عند أهلنا في البادية هو المسعور، والخبر يبين سعار الوكالة الفرنسية، التي أرادت من خلاله خلق البلبلة وزعزعة يقين الرأي العام في الخبر الرسمي وإظهار عدم جدية الدولة في التعامل مع المأساة.
وخاب ظن الوكالة لما أعلن بلاغ الديوان الملكي أن جلالة الملك يتابع شخصيا موضوع الحجاج المغاربة، بما يعني أن الأمر يتم التعامل معه على مستوى عالٍ وأن المواطنين المغاربة ليسوا آخر اهتمامات الدولة بل المغربي في عين اهتماماتها الأساسية.
الوكالة لا تريد الاتصال بالجهات الرسمية المغربية لمعرفة حقيقة الموضوع وعدد الوفيات كما تم التوصل به رسميا. فكل الدول تعرف نتائج مؤقتة لعدد مواطنيها الذين قضوا في التدافع الذي حدث بمشعر منى أثناء تأدية مناسك الحج، وستُعرف النتيجة النهائية بعد تمحيص باقي الجثث.
وكالة الأنباء الفرنسية تكذب دائما على المغرب لأن شعارها هو "محاربة المغرب" والقبض من الجزائر بالثمن الغالي. وتضع أسعارا للمقالات التي تنشرها. وقد ازداد سعارها بعد نجاح زيارة فرنسوا هولاند، الرئيس الفرنسي، للمغرب وتوقيع اتفاقيات مهمة وتاريخية.
ومارست الوكالة التشويش الممنهج على المغرب خلال الزيارة وبثت قصاصات مدروسة وموجهة غير أنها تجهل أن المغرب جبل قوي لن تهزه ريح إعلام مرتزق، وتجهل أن فرنسا في حاجة كبيرة إلى المغرب تفوق حاجة المغرب إليها، وتجهل أن المغرب في قلب وعمق إستراتيجية دولية لمكافحة التطرف وأنه النموذج الذي يتطلع إليه العالم.
وكالة الأنباء الفرنسية ستستمر في ممارسة عدوانها الإعلامي ضد المغرب لكن لن تحقق أهدافها بتاتا.