قال محمد نشطاوي، مدير مجموعة البحث حول القانون الدولي لحقوق الإنسان، إن الحوادث الأليمة الأخيرة في الديار المقدسة والتي تمت بشكل متتابع توحي بأن هناك أيادي خفية ورائها، مشيرا أن هذه الحوادث قد لا تعدو أن تكون سوى مسألة حوادث بناء على سوء تقدير شخصي سواء من قبل شركة "بن لادن" المسؤولة عن توسعة الحرم المكي وكذا عن سقوط الرافعة المشؤومة، أو من قبل الساهرين على الأمن الذين عمدوا إلى حجز الحجاج في مكان ضيق ريثما يمر موكب ولي العهد السعودي.. وهو ما يطرح التساؤل حول المسؤولية المباشرة لأشخاص معينين في مثل هذه الحوادث التي نتجت عنها وفيات بالمئات في صفوف الحجاج.
وأضاف نشطاوي في تصريح خص به "أنفاس بريس"، أن الإقرار بهذه المسؤولية ومع تعدد الحوادث وثقل فاتورتها البشرية، يدفع بالبعض إلى المطالبة بتسليم إدارة شؤون الحج لهيئة مستقلة أو إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، مؤكدا بأن هذا المطلب لن تقبل به العربية السعودية لأنه يمس وضعيتها الاعتبارية بين الدول العربية، وكذلك شخص العاهل السعودي باعتباره خادم الحرمين. إلا أن تكرار هذه الفواجع -يوضح نشطاوي- وتنامي الضغوط الإيرانية ومعها بعض التنديدات المحتشمة قد يدفع السعودية إلى محاولة إشراك وزارات الأوقاف في الدول الإسلامية مثلا في بعض التدابير اللوجستيكية، لكن مع احتفاظها بالجوانب الأمنية.