الاثنين 11 نوفمبر 2024
مجتمع

خرفان تأكل الكافيار وتشرب حليب "زيرو بور سون"

خرفان تأكل الكافيار وتشرب حليب "زيرو بور سون"

لم يكن في مقدور أحد المواطنين وهو يتلقى خبر وصول ثمن خروف مبلغ 7000 درهم، إلا أن يعلق بأن هذا السعر لا يمكن أن يكون سوى لكبش يأكل الكافيار ويشرب حليب خال من الدسم، ولما لا "كيقطع بالسطيك" بين الوجبات. والحقيقة أن ليس الرجل وحده من يحق له الاستغراب أمام هذه التعريفة أو حتى غيرها الذي يطل على مشارف الـ5000 درهم وما فوق، والأغرب أنها في مجتمع تشهد التقارير الدولية بأن شريحة واسعة منه تعيش على أقل من 10 دراهم في اليوم. ولربما ذلك ما يخرج هذه السنة عن طابعها الأصلي، مفرغا إياها من الغاية التي وجدت لأجلها، حتى أننا صرنا نرى أثاث بيوت تعرض على قارعة الطريق للبيع أملا في تفي بغرض توفير مقابل الأضحية، أيضا تحمل ثقل ديون قد تمتد لموعد العيد المقبل للغاية ذاتها، بل ذهب الأمر، وكما سبق لـ"أنفاس بريس" أن نشرت، إلى حد تعريض أشخاص حياتهم للخطر باستفزاز آخرين، ومن ثمة ضمان تعويض مقابل التنازل يضمن لهم بدوره ثمن الحولي.

إنها بالفعل مناسبة بألف رسالة وكشف، يعري الغطاء عن واقع مجتمعي لازال في حاجة إلى الكثير من التشخيص والعلاج، خاصة وأن الجميع لا ينفك عن المناداة بوعي شامل، ورقي فكري متحضر، قد يغنينا فيما بعد عن الانشغال بدعوات التصويت وتبني النزاهة، وما إلى ذلك من الأسس التي سبقتنا إليها دول نعتبرها نموذجا. وبالتالي، لا يجب سوى أن نقفز على لازمة "هذا حالنا واحنا ماليه" إن سعينا حقا للتغيير، والأكيد أن لا أمل في الأخير طالما هناك حيوان أبكم يتحكم في مصير قرارات شخص من المفروض أن يكون عاقلا، دافعا إياه إلى فعل ما لايستقيم، ثم بعد ذلك يفرغ جام تهوره بإسالة الدماء و"شرملة" اللحم، في الوقت الذي تأبى تلك "البكمة"، وهي عز موتها إلا أن تغرقه بالمزيد من العبر لعله يعتبر ساخرة: "وهل يؤلم الشاة سلخها..؟".