السبت 21 سبتمبر 2024
خارج الحدود

سياسي جزائري: بوتفليقة خارج الوعي وطرطاق خطر على المخابرات

سياسي جزائري: بوتفليقة خارج الوعي وطرطاق خطر على المخابرات

الجزائر الآن تشهد منعطفًا حاسمًا في تاريخها وفي وقت حساس للغاية، وإقالة محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق مدير المخابرات العامة وتعيين الجنرال عثمان طرطاق لن يُضف جديد، وطرطاق لا يقل إجرامًا عن توفيق فكلهم متورطون في الدماء، وبعض الضباط المخلصين حاولوا قلب التوازنات لصالح ما يعرف بالوطنيين لكنهم فشلوا، هناك رغبة دولية في تفكيك جهاز الاستخبارات الجزائرية  DRS   وسيكون ذلك بمباركة الجزائريين..

 

تلك العبارات كانت مجمل ما ذكره المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي الجزائري رضا بودراع الحسيني في حواره  أجرته معه "مصر العربية" ،تعميما للفائدة،ننشر نص الحوار..

بداية كيف ترى  المشهد الجزائري الآن؟

الجزائر الآن تشهد منعطفًا حاسمًا في تاريخها وفي وقت حساس للغاية، فمنذ بدء رياح التغيير أدركت التوازنات الخفية في هرم السلطة أن التغيير حتمي وقادم لا محالة.
 

وماذا عن إقالة محمد مدين مدير المخابرات (الجنرال توفيق) وتعيين عثمان طرطاق؟

طرطاق لا يقل "إجراما" عن توفيق، فكلهم متورطون في الدماء، الفرق الوحيد أن توفيق كبر وانتهت صلاحيته أما طرطاق قد يزيد حضوره عقد أو اثنين.

لكن ما يثير الاشمئزاز تلك التصريحات الرسمية، أقال بوتفليقة وعزل بوتفليقة وعين بوتفليقة والحقيقة أن الرجل لم يعد يعي شيئًا، متسائلًا: من الذي يعزل ويعين ويقيل سؤال يحير الجزائريين اليوم.

                                                       

أنا لا أعتبر إقالة العجوز القاتل توفيق حدثاً مهمًا، أرى أن الأهم منه من خلفه  "الكهل طرطاق" الأشد منه إجرامًا ودموية، فعلا ماذا يراد ويكاد للشعب الجزائري، الأيام المقبلة ستكشف خطر تعيينه على هذا الجهاز الحساس.

وماذا عن الإقالات الجماعية السابقة لقيادات الجيش؟

في الحقيقة إن الامر في غاية التعقيد وغاية في الخطورة، لا يستطيع أي جزائري ينكر أن في المؤسسة العسكرية من أبناء الشعب المخلصين، كما لا يستطيع أي جزائري ينكر أنه لا وزن في الجيش أمام نفوذ ضباط فرنسا، غير أن التسريبات التي وصلتنا تفيد أنه ثمة محاولة من بعض الضباط المخلصين لقلب التوازنات لصالح ما يعرف بالوطنيين وأن يستثمروا الوضع الراهن دوليا إقليميا وداخليا، لكن على ما يبدو أن فرنسا تنبهت للعبة وقد فاتها منها شوط خطير فراحت تستنجد بالحليف التقليدي أمريكا في إطار ما يعرف باتفاقية النورماندي منذ إنزال القوات الأمريكية بالساحل الفرنسي لحماية رجوع الحكومة الفرنسية الهاربة آنذاك من الغزو الألماني.

وقد جددت الاتفاقية في عام 2004  وكان من نتائجها دعم فرنسا والتغطية عليها دوليا لتخترق الأجواء الجزائرية لتضرب نقاطًا سمتها معادية في مالي والنيجر في انتهاك صارخ للسيادة الجزائرية والدول المستهدفة على السواء، وكان من نتائجها استنجاد فرنسا بالخبراء والسفارة الأمريكية لتطويق الحملة الرافضة لاستخراج الغاز الصخري في الصحراء الجزائرية.

ما هو أصل الصراع داخل الهرم الحاكم؟

الصراع في هرم السلطة وإقالة بعض جنرالات الدم كالمدعو حسان رئيس فرقة مكافحة الارهاب وقبله أحمد بوسطيلة قائد أقوى لواء عسكري في البلاد، فكما أسلفت، تنبهت فرنسا لخسران أعمدة نفوذها وخيرة ضباطها الذين سلموا لها الجزائر على طبق من ذهب يجري فوق أنهار من بترول ولعب مرض الرئيس وخروجه من حيز الادراك الحسي والسياسي عاملا مربكًا جدًا لفرنسا، فاستنجدت مرة أخرى بحليفتها أمريكا وقدوم جاك كليبر رئيس 17جهاز استخباراتي على راسها cia و fbi  وفي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ أمريكا والجزائر على السواء لترجيح كفة حليفتها فرنسا.

هل فرنسا وأمريكا قررتا تفكيك الاستخبارات الجزائرية؟

نعم بكا تأكيد، فأمريكا التي تعلمت من التجربة العراقية حين فككت الجيش العراقي فحولت الاستخبارات البعثية إلى فلول قوية أغرقت أمريكا في وحلها حتى خرجت منه بالقارب الإيراني، نراها اليوم تعمل مع فرنسا على عدم تكرار الخطأ نفسه في الجزائر وقررتا تفكيك المخابرات الجزائرية أولا والإبقاء على الجيش وذلك في تقديرنا تمهيدا لتقسيم الجزائر.

وهل تتمكن فرنسا من الاستخبارات الجزائرية؟

"تمكن فرنسا من الاستخبارات، يرجع إلى الاختراق الكبير للجيش الجزائري إبان تشكيله قبيل الاستقلال بعامين، حين انشق بعض الضباط "العملاء" من  الجزائريين في الجيش الفرنسي لينظموا للجيش المنهك من الحرب الاستخرابية الشرسة، إلى أن أعادوا الجزائر للحكم الفعلي تحت السيطرة الفرنسية بعد اغتيال الرئيس الراحل هواري بومدين.

يردد البعض أن الجزائر على أبواب التقسيم، ما حقيقة ذلك؟

غالبية الدول الإسلامية تعيش تحت خطر التقسيم، فيجب توحيد الصف والتجهيز الجاد وعلى كل الاصعدة تحسبا لغزو الغربي، شعبا و جيشا فالأمر ليس هوسا بالمؤامرة ولكم العبرة في الدول التي من حولكم، بل ولكم العبرة في الرئيس رجب طيب أوردغان والذي صرح قبل أسبوع أن تركيا تحت خطر التقسيم، فالجزائر أولى بالاحتياط والحذر لقلة خبرتها ولدموية عدوها التقليدي رأس الشر فرنسا.

وبسؤالنا عن متى سيتوقف بوتفليقة عن إقالة الجنرالات؟

بوتفليقة لا يقيل أحدًا، فهو خارج الوعي والإدراك الحسي والسياسي وليس هو من يمضي  وهذا معلوم، اسألوا عنه أي طبيب عادي ولو بيطري.

لماذا جنرالات المخبرات تحديدًا من يتم إقالتهم؟

هناك رغبة دولية في تفكيك جهاز الاستخبارات الجزائرية  DRS   وسيكون ذلك بمباركة الجزائريين  رغم خطر هذه الخطوة على البلاد، فمن سيبكي على المجرمين القتلة وعملاء فرنسا انتهت صلاحيتهم ؟ وهنا يظهر المكر والدهاء الفرانكو أمريكي.

لماذا يتوقف بوتفليقة عن إقالة العجائز في الوقت الذي جهزت فرنسا جيلها الثاني؟

الدولة العميقة الفاسدة تعطي هامش أمان لفرنسا حتى ترتب أمورها في الجزائر، فانظر مثلا إلى دور أحمد أويحي يتبجح بكونه رجل المهمات القذرة، فهو يتكلم الآن بصفته ممثل عن رئيس الجمهورية والناطق باسم الدولة إلخ..، ويطلق لاءات كلها كذب "لايوجد خلافات في هرم السلطة" و"لايوجد خطر على الاقتصاد، ولا عودة لمن تورط في المأساة الجزائرية بموجب قانون المصالحة فمنع الإسلاميين وأعطي الاعتماد لطلائع الحريات بقيادة بن فليس و قد جمع الحزب الكثير من المتورطين في الدم مع النظام.

أخيرًا.. كيف تخرج الجزائر من أزماتها؟

أخيرا يجب التنويه ان الجزائر اليوم بحاجة إلى كل أبناءها وطاقاتها  لمواجهة هذا الطاعون الداخلي القائم على الفساد والخيانة والاستبداد  من جهة و دفع أطماع فرنسا وأمريكا من خلفها، وأنا أقول وأكررها لقد رجعنا من حيث انتهت إليه جيل ثورة 1954.