الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

انتقام وصفقة وشعار.. ثلاثي أنهى وجود حزب الاستقلال بآكادير

انتقام وصفقة وشعار.. ثلاثي أنهى وجود حزب الاستقلال بآكادير

القائمون على حزب الاستقلال بآكادير كانت لهم حسابات جد خاصة، وقد عملوا ما يكفي من الجهد لتلبيتها. وكما حرباء "كالوما" كان بصرهم حادا لدرجة التقاط العدو في غفلة منه. ولم يتح لهم امتياز البصر أكثر من تحقيق مبتغى نفسي؛ القضاء على أسرة آل السباعي الاستقلالية .

والانتخابات؟

استقدموا لها رجلا يترأس جماعة قروية في اقليم تارودانت يقال لها جماعة أملو. إنه محمد المودن الذي يذكر له الجميع ما صار يعرف ب "انتفاضة الجوع" ضد أعضاء مكتب جهة سوس ماسة درعة. وأصل الحكاية أن السيد المودن بصفته عضو مجلس الجهة صام دهرا عن الكلام ولما تيسر له  جَمْع من الفونيمات والمونيمات رممها في شكل جملة احتجاجية وطلب الكلام ذات اجتماع..

ماذا قال؟

لا يعقل أنه بعد نهاية اجتماع كل جلسة من جلسات مجلس الجهة أن ينفرد أعضاء المكتب بالأكل مع والي الجهة فيما نحن أعضاء الجهة نتشارك الازدراد في قاعة بعيدة عنهم .

بعد هذا الاحتجاج مكنه حزبه في إطار إعادة تجديد أعضاء مجلس الجهة من منصب نائب رئيس الجهة فصار يقتسم الأكل والوالي على ذات المائدة ..

كانت الخطة تقتضي التمكين لمحمد المودن من وجود سياسي مشبع حتى لا يبدو غريبا. فكان أن أعطوه نيابة أخرى لرئيس غرفة التجارة والخدمات بآكادير.. ولما حان وقت الانتخابات الجماعية دفع به وكيلا للائحة حزب علال الفاسي.. بدا الأمر عاديا؛ فلقد ألِف وجوده كل الاستقلاليين.. بهكذا طريقة تمت تنحية الإخوة السباعي، محمد وسعيد .

محمد السباعي مستشار في الغرفة الثانية وعضو المجلس البلدي لآكادير وقيادي استقلالي بارز. وسعيد السباعي كاتب فرع حزب آكادير الكبير ورجل جمعوي باهر العطاء. والإخوة معا هما أبناء المقاوم القايد يرعاه باقليم اشتوكة آيت باها زمن الحماية الفرنسية. وفيما يذكر المقاوم الحاج احماد أخنوش أب عزيز أخنوش، أن القايد يرعاه كان يعاضد ويساعد رجالات المقاومة من موقعه الإداري.

المقربون من الإدارة الفرنسية، والذين كان يمدون المقاومين بالعون سلاحا كان أو معلومات، جرى الكشف عن دورهم الوطني في الكتاب الذي خصصه مصطفى بوشعراء حول الاستيطان والحماية بالمغرب .

استقلاليو المال والبطائق بآكادير كانوا يستكثرون على الإخوة السباعي انتمائهم لعائلة وطنية قد يحدث إن جرى التمكين لهم انتخابيا حيازة كل الإرث الاستقلالي بسوس. سعيد ضور النائب البرلماني والرئيس السابق لغرفة الصناعة والتجارة بآكادير والمنسق الجهوي عبد الصمد قيوح جمعهما تحالف مقدس ضد آل السباعي فكانت خطتهما في استخراج وزر عظيم لتبرير إقصاء الإخوة سعيد ومحمد السباعي؛ انتسابهما لتيار بلا هوادة الذي يتزعمه نجل علال الفاسي عبد الواحد الفاسي.

جيء بمحمد المودن وكيلا للائحة حزب الميزان، وتم استقدام أشخاص من خارج آكادير لاستكمال اللائحة الاستقلالية التي ستنافس على ال 65 مقعد المخصص لمجلس آكادير البلدي. وابتدعوا شعارا كارثيا لحملتهم الانتخابية يقول: "آكادير تستاهل احسن" .

المواطنون حينما رأوا صورة وكيل اللائحة الاستقلالية محمد المودن-وهو يتوسط كما القديس مرقص باقي صور المرشحين الآخرين- مكتوب بجانبها: آكادير تستاهل احسن، تأولوها: أيها المواطنون آكادير تستاهل حسن من هادوا اللي فالصورة، فلاداعي لأن تصوتوا علينا .

شعار الحملة كان يجب أن يكون على الشكل التالي: حنا اللي نستاهلو نسيروا آكادير ؤُها علاش .

يلي ذلك برنامج شديد التفصيل عظيم القصد؛ لكن حينما يكون الانتقام هو المحركة، ماذا ننتظر؟ ضيق الرؤية والفشل. وهذا ما كان. مسحت لائحة الميزان مسحا. وانتهى الوجود الانتخابي لحزب الاستقلال في آكادير.