الأربعاء 19 مارس 2025
سياسة

عمر أوشن:الصحف الالكترونية والفايسبوك ينتصرون بالسبق الصحفي والضربة القاضية ..

عمر أوشن:الصحف الالكترونية والفايسبوك ينتصرون بالسبق الصحفي والضربة القاضية ..

التحول الكبير الذي وقع في المتابعة الإعلامية لهذه الانتخابات وقع بسبب تكنولوجيا الاتصال..

الفايسبوك ومواقع التواصل والصفحات الالكترونية خلقت ثورة في المتابعة ولم يسبق لانتخابات ان أعلنت نتائج العديد من الدوائر والجماعات بهذه السرعة و التفصيل مع الصور والفيديو وتعاليق المتابعين من السياسيين والقراء والنخبة وعامة الناس .الجميع ركب قطارا واحدا يختلط  فيه الركاب من جميع المستويات..

رأينا ندوات وحلقات نقاش مباشرة ساخنة و برامج نقاش سياسي موسعة  في الفايسبوك قبل أن نراها على التلفزيون أو نسمعها في الراديو..

الفايسبوك ينتصر بالضربة القاضية والسبق الصحفي على وكالات الأنباء والفضائيات والصحف الورقية تبقى متأخرة زمنيا و تنشر أخبار الأمس و أول أمس ..وهي الحالة التي جعلت الرأي والتحليل والتعليق ضرورة مهنية أساسية في الصحافة الورقية في اللحظة الراهنة..

الخبر لا يمكن أن يكون موضوع منافسة  مع الفايسبوك وتويتر والمواقع الألكترونية ..رأينا تصريحات لوزراء ومرشحين وزعماء أحزاب من خلال صفحاتهم على الفايسبوك قبل أن نراها في أي مكان أخر..

في هذه الانتخابات رأينا صحافيين وصحافيات من مختلف الألوان والتوجهات تنخرطون  في الدعوة إلى المشاركة من اجل خلق خارطة سياسية تعكس تطلعات المجتمع و لمواجهة  شهية الإسلاميين للسلطة المتزايدة..لكن فئة أخرى من الصحافيين ظلوا صامتين يتفرجون على ما يجري في الملعب فيما فريق آخر أقلية دعا إلى المقاطعة..

في فترة سابقة من الحياة الانتخابية المغربية كانت وزارة الداخلية و مقرات الأحزاب هي من يملك الخبر ويوزعه ويعلن عن النتائج ويقول هذا فاز وهذا لم يفز..

اليوم لم تعد هذه السلطة وهذا الامتياز حكرا على الداخلية أو الأحزاب المشاركة ..الفايسبوك و تويتر و الصحف الالكترونية أعلنت ونشرت نتائج كثير من الدوائر والجماعات والمدن ومع بعض التفاصيل دون حاجة إلى بيانات أم الوزارات كما كانت تسمى في عهد سابق..

أم الوزارات اليوم لها ضرة تنافسها منافسة شرسة في الانتخابات وهي تكنولوجيا الاتصال التي زعزعت ثوابت وغيرت خرائط وأسلوب و نمط  تفكيرنا ..

الصحافة الإلكترونية كانت أقوى وأسرع أسبق إلى الخبر والتعاليق والصور والفيديوهات.لكن في بعض اللحظات وسط هذه عجاجة الحملة وهذه المنافسة والإيقاع السريع وقعت بعض الأخطاء ونشرت بعض الصحف الالكترونية التي ما زالت تمارس الهواية و دخلت الصحافة بالسنطيحة فقط أخبارا عارية من الصحة والحقيقة وبلا معنى ولا جدوى خارج السياق..

الفايسبوك و الصحف الالكترونية.. مرحبا بكما لتحصدا حصة الأسد في المتابعة لكن الرجاء كل الرجاء  الحرص على أكبر قدر من المهنية و المصداقية.