وظف بنكيران في آخر الأنفاس الأخيرة من الحملة الانتخابية لاقتراع 4 شتنبر "ورقة الدين" لاستمالة أصوات الناخبين، وهو موقف مناقض لأخلاقيات الحملة الانتخابية وروحها المنافية لاستغلال الدين في كسب أصوات الناخبين. بنكيران الذي استشعر قوة خصومه وبتضاؤل شعبيته حاول اللعب على وتر حساس لدى الناخبين هو توظيف معيار "التقية" وتوظيف سلاح الدين، وهو أقوى سلاح بيد رئيس الحكومة.. سلاح خفي ووازن حقق به بنكيران كل ما حققه ووضعه على سدة الحكومة.. سلاح يشهره وقت ما شاء ويتبرأ منه وقت ما شاء.
عيد الإله بنكيران في الأمتار الأخيرة من نهاية الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية قرر أن يحشو "مسدسه الانتخابي" برصاص حماد القباج، أحد رموز شيوخ السلفية و"الكراهية" والأتباع الأوفياء للمغراوي. في فيديو مثير خلال 13 دقيقة حاول الشيخ القباج أن يحيط عبد الإله بنكيران ورفاقه بتيجان العفاف والصلاح والتقوى، ويقذف خصومه في حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال بالفسق والفجور والإلحاد والرجس والخروج عن ملة الدين، ويحث الناخبين، خاصة المتدينين بمراكش والمنتسبين لدور القرآن من أتباع الشيخ المغراوي والغيورين على الإسلام، على التصويت لحزب العدالة والتنمية، مؤكدا أن التصويت عليه واجب شرعا وهو من "تقوى الله"، واصفا بنكيران بأنه رجل من "الصالحين".
الشيخ القباج بعد أسلوب المديح العالي الذي خصه لرجل "التقوى والصلاح" بنكيران، المدافع عن ثوابت الدين، انتقى من قاموس الكراهية والحقد ما شاء ليجعل إلياس العمري أخطر من "أبي لهب"، واصفا حزبه بأنه "الحزب المثير للجدل في المشهد السياسي المغربي"، وقال إنه "سجل مواقف وتصورات تمثل القمة في المساس بالدين الإسلامي"، مضيفا أن "إلياس العماري الرجل الأقوى في الحزب، منذ أن دخل المعترك السياسي صرح بقوله إنه من برنامجنا مقاومة أسلمة المجتمع، هذا التصريح تجلى من خلال مجموعة من المشاريع، كإغلاق دور القرآن الكريم. حيث دافعوا عن إغلاق دور القرآن في البرلمان".
ولم يتوقف الشيخ القباج عند هذا الحد بل واصل فتوحاته وهو يوغر صدر الناخبين بالحقد والضغينة على هذا الحزب ويطلق عليه رصاصة الرحمة الأخيرة وينعته بأبشع النعوت بقوله إن هذا الحزب "يتبنى فكرا يسب الله تعالى ورسوله ويستهزئ من ملائكة الله"، قبل أن يخلص إلى أن "الموقف واضح شرعا من هذا الحزب ولا يحتاج إلى الاستدلال".
الموقف واضح وصريح، وشهادة الشيخ حماد القباج "تحريضية" و"عنصرية" في حق أحزاب دستورية تدين بالإسلام، لأن رجم الآخرين بالكفر والإلحاد وسب الذات الإلهية ربما قد تكون له توابع أخرى وخطر على سلامة وأمن من ذكرهم "شيخ الكراهية" بالاسم واللقب. والكرة في ملعب وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجالس العلمية، لأن خرجة "شيخ الكراهية" ليست بريئة، ومدفوعة "الأجر والثواب". والصمت عن جريمة شيخ الكراهية هو تمجيد للحقد والكراهية يا معشر حماة بيضة الدين والأمن الروحي للمغاربة مهما كانت انتماءاتهم الحزبية والسياسية من صقور حزب العدالة والتنمية.