عندما كتبت مقالي الأول عن حقيقة الانتخابات في الصحراء غداة نتائج الانتخابات المهنية، وقلت فيه أن هناك شخصين لا ثالث لهما يتحكمان في اللعبة السياسية في الصحراء المغربية، الأول هو عبد الوهاب بلفقيه في باب الصحراء وادنون، والثاني هو مولاي حمدي ولد الرشيد في مجموع تراب الصحراء من وادنون إلى الكركرات ... وهذين الشخصين اللذين أكن لهما كل التقدير والاحترام لأنهما عصاميين نجحا في شق طريقهما بكل إصرار وثيقة في النفس... و لا فائدة في نبش حياتهما الخاصة لان لكل إنسان ماضيه ولا يجب أن نهتم إلا بحاضر الإنسان واستكشاف مستقبله... بلفقيه عرف كيف يتعامل مع الولاة الذين تعاقبوا على دفة الحكم في وادنون ، عرف من أين توكل الكتف... فتح له احد الولاة السابقين لكلميم والبرلماني الحالي أبواب الرزق والتيسير من العمل في محطة بنزين إلى تسيير شركة كهرباء إلى الاستثمار في العقار ليصبح من أغنى أغنياء وادنون زاده الله خيرا وبركة.. أما مولاي حمدي ولد الرشيد فرغم أن الجميع يجزم انه استغل مكانة شقيقه خليهن لكي يصل إلى ما وصل إليه، فإن الحقيقة التي أعرفها أكثر من غيري أن شخصية الحاج حمدي أقوى من شخصية أخيه مع فارق في التكوين الثقافي... الحاج حمدي هو الذي عبد الطريق لأخيه لتركيز مكانته في الصحراء سياسيا وبفضل هذه المكانة تبوأ و لا زال خليهن يتبوأ أرقى المناصب في الدولة المغربية... فلم يسكت خليهن ولم يجنح إلى السلم إلا بعد أن اسند إليه جلالة الملك رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي... ولمن يريد معرفة حقيقة شخصية خليهن إن يرجع إلى كتابي "الصحراء المغربية بين المطرقة والسندان" فقرة "الغواصة الصفراء ...
الحاج حمدي كانت عنده الشجاعة بتقديم استقالته من منصب رئيس دائرة بوزارة الداخلية ليتقدم لانتخابات التشريعية بعد أن أحس أن نجم آخيه بدأ بالأفول جراء مضايقات الوزير المخلوع إدريس البصري الذي كان يعمل كل ما في وسعه من أجل تغييب خليهن سياسيا واجتماعيا..
الحاج حمدي كان دائم الحضور في المنطقة، باب منزله مفتوح لكل مساعديه الأقربين ولمن يحس أن فيه نفعا مستقبلا... يرد على جل المكالمات الهاتفية ولا يكذب ولا يعطي وعود عرقوب... عندما ورث رئاسة البلدية من شقيقه خليهن كان دائم الحضور عكس أخيه الذي كان لا يأتي إلى العيون إلا لماما ويحاول تسيير شؤون البلدية من الرباط عن طريق الهاتف.. يوقع على القرارات المهمة وميزانية البلدية من مكتبه بوزارة الشؤون الصحراوية سابقا ومن منزله بالرباط لاحقا... الحاج حمدي اكتسب خبرة التسيير من المتابعة اليومية لأشغال البلدية حيث كان يشرف بنفسه على إنارة الشوارع والأزقة والتبليط والتطهير ومتابعة أوراش البناء سواء الممولة من طرف ميزانية البلدية أو الإنعاش الوطني أو المبادرة الوطنية..
الحاج حمدي تربع على عرش المسؤولية في الصحراء حزبيا من بابها إلى تخوم موريتانيا، وكل شيء يمكن إنكاره إلا عمله الدؤوب وشخصيته القوية وحضوره الدائم وتتبعه لكل الأوراش وهذا لا ينكره إلا حاقد أو حسود أو متملق..
عبد الوهاب بلفقيه اكتفى بمراقبة مركزه بولاية كلميم، حافظ على مركزه في البلدية وفي الجهة وبقي مستشارا في الغرفة الثانية وهذا أكثر ما يطمح إليه، كادت رياح الوالي العظمي أن تعصف به.. جاب كل الأحزاب السياسية واستقر به المقام في حزب الاتحاد الاشتراكي وأنا أجزم أنه لم يقرأ لا بيانه السياسي ولا إديولوجيته الثورية، دخله تضامنا مع حسن الدرهم عندما كان فتح الله ولعلو وزيرا للمالية لأن حسن الدرهم، يهمه الدرهم أكثر من أي شيء آخر.. وهو مستعد للتحالف مع الشيطان من أجل الحفاظ على مكتسباته الدرهمية..
الناس في الصحراء لا تهتم بالأحزاب سواء أكانت يمينية أم يسارية، فهم يهتمون بالشخص وبالقبيلة أما المبادئ فلا محل لها من الإعراب في الصحراء.. فلو ترشح بلفقيه في الحزب الليبرالي المغربي لنجح بكل تفوق واستحقاق.. وما قيل عن تحزب بلفقيه ينطبق تماما على تحزب الحاج حمدي ولد الرشيد فحزب الاستقلال بدون الحاج حمدي في الصحراء لا يسمن ولا يغني من جوع ...
الحاج حمدي ناجح في أسرته ومع أهله ومع فخدة التهالات و قبيلته الركيبات ومع الصحراويين الوحدويين والانفصاليين والعائدين ومع وطنه المغرب... هو وحدوي حتى النخاع لا ينافق ولا يجاري ولا يتزلف لأي كان... عندما وضعت بعثة اللامم المتحدة راية الهيئة الأممية على مقرها وضع الحاج حمدي مئات الأعلام المغربية على طول الشارع الذي يوجد فيه مقر البعثة وهي مبادرة تنم علة إخلاصه ووفائه لوطنه بكل عفوية ...
نعود والعود احمد إلى الانتخابات الجماعية، وكما قلت في مقالي الأول فهي شبه محسومة مسبقا، ولاية كلميم يسيطر عليها سيطرة كاملة عبد الوهاب بلفقيه مع بعض الاستثناءات في الجماعات القروية البعيدة وغير المهمة التي نجحت الدولة في استمالة إليها الأعيان الذين ترشح أغلبهم باسم حزب الأصالة والمعاصرة، أما بلدية كلميم فهي محسومة لأخ عبد الوهاب لأن الخير في المقربين.. مع تشجيع البعمرانيين لفرض وجودهم كقبيلة لها شأنها في كل أنحاء الصحراء المغربية.. أما الجهة فسيحتفظ بها عبد الوهاب بلفقيه لنفسه مهما كان الثمن لان مباركة بوعيدة عندما اختارت لائحة النساء في الجهة تاركة وكيل اللائحة لابن عمها، يظهر أنها لا تطمح إلى رئاسة الجهة لأنها غير مستقرة في كلميم ولا تسمح لها ظروفها بالاستقرار فيه لأن الدولة محتاجة إليها لمراكز أهم من رئاسة الجهة..
أما بلدية طانطان فهي أيضا محسومة لأسرة بولون رغم المنافسة الشديدة من أسرة شرف الدين من حزب التقدم والاشتراكية ، وبعض فخدات قبيلة أيت لحسن ...
أما بلدية العيون فسيطرة الحاج حمدي حصل عليها بكل جدارة واستحقاق وسيفوز برئاستها وسيكون نائبه هو ابنه وفلذة كبده سيدي محمد، أما الجهة فهي لصهره وابن أخيه مولاي حمدي الصغير، وبهذا يكون الحاج حمدي قد نجح نجاحا باهرا في تولية المسؤولية للشباب من أسرته، فبعد أن اسند رئاسة الغرفة الفلاحية لابن أخته احمد ولد احمد حمادي ورئاسة غرفة التجارة لابن عمه خليل ولد حمودي ولد الرشيد، لا شك عندي أنه سينجح في إسناد رئاسة الجهة لصهره وابن أخيه حمدي الصغير وهو شاب بين عن كفائتة أتناء ترأسه للجهة عدة دورات وهو يستحق كل خير لأنه متواضع وإذا التقيت معه لن يجافيك ويساعدك قدر المستطاع...
أما إقليم السمارة فهو لفخد البيهات ونجل الجماني المعروف بـ"مود" يتربع على عرش البلدية مند أن ورثها عن ابن عمه رحمة الله عليه. أما الجهة فسيفوز بأغلب مقاعدها الدكتور بيد الله إلا أن مقاعد السمارة لن تنفعه أمام مقاعد العيون وطرفاية وبوجدور ، وأنا اجزم أن بيد الله لن يجازف بنفسه وسمعته ومركزه كرئيس لمجلس المستشارين للترشح ضد شخص مؤازر من طرف الحاج حمدي وما أدراك ما الحاج حمدي، وأنا أظن أن بيد الله ترشح في السمارة من أجل الحصول على العضوية التي ستخوله الترشح لمجلس المستشارين، كما أظن أن الاتفاق قد يقع مع الحاج حمدي لمنح الجهة لحمدي الصغير على أن يتعهد الحاج حمدي مساندة بيد الله في الترشح لعضوية المجلس الاستشاري بداية أكتوبر القادم والحاج حمدي من طبعه الوفاء بالعهد.. وان ابن عمه ببيداه يدرك ذلك جيدا، لأن علاقة الحاج حمدي ببيداه ليست هي علاقة بيداه بخليهن ... هذا على العموم دون نبش في كثير من الخبايا والعلائق النفعية المصلحية ...
الضجة التي افتعلها حزب الاستقلال في صحافته على عامل السمارة مبالغ فيها، فالجميع يعرف أن السيد عامل السمارة وهو من أنبل وانجح أبناء الصحراء وهو قريب بيد الله توفي والده في معتقل سجن اكدز ورغم ذلك بقي وفيا للمغرب وهو في وضعية لا يحسد عليها لأن المترشح للبلدية صهره من آل الجماني والمترشح للجهة ولي نعمته ووزيره السابق الدكتور بيد الله وفي كل الأحوال لابد أن يتولى ولد الحاج خطري رئاسة البلدية ولابد أن ينجح الدكتور بيد الله في الجهة، كل هذا أحب من أحب وكره من كره، والسيد العامل الذي نكن له كل التقدير والاحترام لا يمكن أن يكون ملكيا أكثر من الملك ... وهو سيغادر السمارة معززا مكرما بمجرد انتهاء الانتخابا..
الدكتور بيد الله الذي أعرفه جيدا مند أن كان دكتورا بمستشفى "مورزكو" بالدار البيضاء ومند أن تدخل له السيد خليهن لينتخب برلمانيا باسم عمال "فوس بوكراع" ويترأس لجنة االتجهيز بالبرلمان، إلى أن وقع ما وقع مع خليهن ليعين بيد الله عاملا على سلا ثم واليا بعدة جهات المملكة تم وزيرا للصحة وأخيرا رئيسا لمجلس المستشارين ...
بيد الله إنسان محظوظ فهو ابن قاضي الصحراء بالسمارة المعروف بالتقوى والورع والزهد، بيد الله معروف بعلاقاته المحدودة حتى مع جانبه الأسري، فمثلا الأشخاص الذين ساعدهم بيد الله للحصول على مسؤوليات مهمة يعدون على رؤوس الأصابع يمكن إن نذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، السبطي عامل السمارة، حبوها عامل البرنوصي وهما من أقاربه، ومحماد أتركين عضو المجلس الدستوري والآنسة غزلان دروس مستشارته الخاصة ...
للدكتور بيد الله شقيق يدعى إبراهيم، معروف بكريكا وهو وزير دفاع البوليساريو حاليا، فإذا لم ينجح بيد الله في إقناع شقيقه بالرجوع إلى جادة الصواب فما فائدة دعمه ليجتل المناصب العليا في بلدنا العزيز..؟
أما عمالة بوجدور فهي مقسمة قسمة ضيزا بين ثلاثة أسر هي أسرة أبا عبد العزيز المعروف بـ"سبيسيال"، وأسرة خيا وهو مهندس دولة يستحق كل تشجيع ... وأسرة أهل دبدا، فكل اللوائح لوائح أسرية مائة في المائة والخوف كل الخوف أن يتحالف أهل دبدا مع "سبيسيال" لتبقى دار لقمان على حالها ...
أما جهة وادي الذهب فإن ترشح سيدة الأعمال على رأس الجهة منى الشكاف قلب الموازين رأسا على عقب، فهي ابنة الباشا الشكاف المقاوم الوطني الغيور رحمة الله عليه، وهي زوجة الولي السابق للجهة والمدير العام الحالي لإدارة السجون الدكتور صالح التامك وهي شقيقة المرحومة زهرة شكاف وشقيقة العامل الحالي للمحمدية بالإضافة إلى أنها سيدة أعمال ناجحة بمحطات بنزينها وبشركتها العالمية التي تزود مشاريع الدولة المغربية بإفريقيا بالاسمنت والحديد وجميع أنواع مواد البناء ...
وأنا أتمنى من كل قلبي أن يتحد أولاد ادليم ليصوتوا على هذه سيدة الأعمال الفاضلة المحترمة منى الشكاف وذلك من أجل الصحراء ككل لكي تكون منطقتنا أول منطقة تمنح ثقتها لسيدة أعمال على غرار ما فعله أصحاب الشمال مع سيدة الأعمال مريم بنصالح رئيسة اتحاد مقاولات المغرب ...