ضربة قاسية تلقاها رجل الأعمال الصحراوي، حسن الدرهم، في الانتخابات المهنية الأخيرة بدائرة الداخلة، إذ لم يتمكن من الحصول إلا على 216 صوتا من مجموع 561 صوتا معبرا عنها، فيما تقدم غريمه سيدي محمد خطور عنه بفارق مريح بلغ 124 صوتا، وحسب متتبعين للشأن الانتخابي في الأقاليم الصحراوية، فإن هزيمة الدرهم في هذه الانتخابات ترجع لعدد من الأسباب، من بينها:
- تغيير الدرهم للونه الحزبي، قبيل هذه الانتخابات بأقل من شهر، من حزب الاتحاد الاشتراكي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، ورغم أن اللون الحزبي في الأقاليم الصحراوية، لايعد معيارا للاختيار، بقدر ما يحدده مدى قرب وحضور المرشح من الكتلة الانتخابية، فإن هذا الترحال، جعل الكتلة الناخبة التي يشكل فيها المهنيون المنحدرون من الأقاليم الشمالية نسبة كبيرة، تفضل التصويت لفائدة محمد خطور، الرئيس السابق للغرفة الفلاحية.. لكن بالمقابل ألم يغير خطور نفسه، لونه الحزبي من الحركة الشعبية إلى الاتحاد الدستوري؟ نعم، لكن درجة حضور هذا الأخير أقوى من خضور غريمه الدرهم.
- اعتماد حسن الدرهم على "طاقم انتخابي تقليدي"، يشتغل بآليات قديمة، وغير مجددة في التفكير والتواصل الانتخابي، معولا بالدرجة الأولى على شخصية حسن الدرهم، وإغفال هذا الأخير وطاقمه، بأن الحضور اليومي ومواكبة مشاكل واهتمامات المواطنين، هي المحدد الرئيسي للنجاح الانتخابي، وهنا يطرح السؤال، مالذي حققه حسن الدرهم للناخبين الذين صوتوا عليه سواء في جماعة المرسة بالعيون، حيث كان يشغل رئيسها؟ أو في دائرة الداخلة التي ترشح فيها لعضوية مجلس النواب سنة 2011؟
- اعتداد حسن الدرهم بشخصيته القبلية المنتمي لأيت باعمران، في جهة تعد عاصمة قبيلة أولاد ادليم، وباستثماره القوي في مجال الفلاحة، حيث تشغل ضيعته "تاورطة"، المئات من الفلاحين، جلهم من الأقاليم الشمالية، لكن يبدو أن "تاورطة"شكلت له ورطة انتخابية.
- يرى العديد من المتتبعين أن ترشح حسن الدرهم للغرفة الفلاحية في دائرة يعتبرها البعض "موثقة" باسم سيدي محمد خطور، اعتبر تحديا من البداية، وكأن رسالة الأول للثاني هي "أنا مرشح لإزاحتك ليس من عضوية الغرفة، بل من عضوية مجلس المستشارين، باعتبارك رئيسا لهذه الغرفة"، مما جعل الطرفين يشحذان جميع الأسلحة لإسقاط الآخر، حتى سميت دائرتهما الانتخابية بدائرة الموت، وإلا لماذا أصر الدرهم على الترشح في هذه الدائرة في الوقت الذي فاز فيه أعضاء في دوائر ام دريكة وبير انزران وكليبات الفولة بمقاعدهم بمجموع أصوات تتراوح بين 43 و77 صوتا، سيطر فيها أعضاء حزب الاستقلال، وهي الإمكانية التي كان ستكون مريحة للدرهم، وهنا يبرز دور الطاقم الانتخابي المصاحب للمرشح، في إنجاز دراسات ميدانية واقعية، تبين محددات الفوز والخسارة وسبل النجاح.
من خلال كل هذا، تطرح الأسئلة عن مدى تقبل حسن الدرهم لهزيمته الانتخابية بروح رياضية وهو رئيس فريق شباب المسيرة ليعيد حساباته ويغير من وسطه الانتخابي؟ أم أن هذه الهزيمة ستجعله يتوارى للخلف، بعيدا عن صداع السياسة، الذي لم يجلب له سوى الهموم والمشاكل؟ أم أنها إغراءات صفات السيد المستشار المحترم والنائب المحترم والرئيس المحترم ستكون كفيلة بتحفيز الجينات الانتخابية لحسن الدرهم؟ هي أسئلة لن يطول انتظارها، فالانتخابات الجماعية والجهوية على الأبواب، انتخابات ستكون باختصاصات واسعة ومناخ جماعي جديد، وهي مدخل من مداخل الجلوس تحت قبة مجلس المستشارين، الذي ضيع الدرهم احتمالا من احتمالات عضويته لسنوات سمان.