اكتسى خطاب العرش لعام 2015، حسب العديد من المراقبين، طابعا اجتماعيا وإنسانيا بامتياز، إذ تطرق لعدد من المواضيع ذات الإرتباط الوطيد بالحياة اليومية للمواطن داخل المدن والبوادي، ومنها المناطق الصعبة والنائية، الأحياء الهامشية والعشوائية بالمدن، الجالية المغربية بالخارج، إصلاح التعليم.
وقال الملك محمد السادس في خطاب العرش لهذا العام " كل ما تعيشونه يهمني. ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني، وما يشغلكم أضعه دائما في مقدمة انشغالاتي" وهي لغة واضحة تؤكد – حسب بعض المحللين – المنظور الذي يحكم السياسات التي ينهجها الملك والذي يضع صيانة كرامة المواطن المغربي كهدف أساسي في كل الإصلاحات السياسية والإجتماعية، فإقامة المؤسسات على أهميتها – كما جاء في خطاب العرش – ليس في غاية في حد ذاته، كما أن النمو الإقتصادي لن يكون له أي معنى إذا لم يؤثر في تحسين ظروف عيش المواطنين.
وفيما يلي أبرز المواضيع التي تطرق إليها خطاب العرش :
* استراتيجية مندمجة ومتكاملة للمناطق الصعبة والمعزولة :
بدا من خلال خطاب العرش التأثر الملكي الواضح للأوضاع التي يعشيها بعض سكان هذه المناطق، بقمم جبال الأطلس والريف والمناطق الصحراوية والجافة، وبعض القرى بالسهول والسواحل، معبرا عن إدراكه لحجم الخصاص الذي تعرفه هذه المناطق، ولتجاوز هذا الوضع، كلف الملك وزير الداخلية باعتباره الوصي على الجماعات الترابية، للقيام بدراسة ميدانية شاملة، لتحديد الحاجيات وتقديم الإقتراحات، مع الحرص على تحديد المناطق ذات الأولوية، سواء تعلق بالأمر بالصحة أو التعليم أو الماء والكهرباء والطرق، ولم يقتصر الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش على طرح المشاكل التي تعاني منها هذه المناطق، بل حرص على تقديم نتائج هذه الدراسة وتحديد مكامن النقص ووضع البرامج وتحديد وسائل التنفيذ في إطار من الشراكة بيم مختلف القطاعات المعنية.
وقد شملت الدراسة 29 ألف دوار، في 1272 جماعة بمختلف جهات المملكة، كما تم تحديد 20.800 مشروع يتعين إنجازه ويهم حوالي 24 ألف دوار بميزانية تقدر بحوالي 50 مليار درهم.
* العناية الملكية بشؤون المغاربة المقيمين بالخارج :
خلال زياراته المتكررة خارج البلاد، وقف الملك على عدد من الإنشغالات الحقيقية التي تشغل مغاربة العالم، والتي تتجلى في سوء المعاملة وضعف الخدمات التي يتلقونها ببعض القنصليات المغربية بالخارج.
خطاب العرش تميز حسب المحللين بلغته الحازمة والصريحة، داعيا وزير الخارجية الى ضرورة وضع حد للإختلالات والمشاكل التي تعرفها هذه القنصليت، كما أمره بإنهاء مهام كل من يتبث في حقه أي تقصير أو استخفاف بمصالح أفراد الجالية المغربية بالخارج، كما حث على ضرورة اختيار القناصل بناء على الكفاءة والمسؤولية والإلتزام بخدمة مصالح مغاربة العالم.