السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

نفاذ صبر ساكنة "مشروع الحسن الثاني" في البيضاء يقودهم إلى العودة للاحتجاج

نفاذ صبر ساكنة "مشروع الحسن الثاني" في البيضاء يقودهم إلى العودة للاحتجاج

"السكن اللائق" و"الاستعجال بإظهار إرادة حقيقية من المسؤولين"، كانت أبرز المطالب التي عبر عنها الساكنة المؤقتون بمشروع الحسن الثاني بمنطقة الحي المحمدي في مدينة الدار البيضاء، مؤكدين بلوغ حالتهم النفسية حد التذمر جراء الإهمال واللامبالاة التي يقابلون بها من قبل من يفترض فيهم العناية بوضعهم. لذلك، يقول عبد الجليل، البالغ 49 سنة، "صراحة لم نعد مستسيغين لهذه السياسة التي نعامل بها في وطننا، فبعد أن رحلونا على أساس أن يكون مقامنا هنا لفترة قصيرة، فوجئنا بأن هذه المدة طالت أكثر مما كان يعتقد أكثرنا تشاؤما"، وأضاف الرجل الذي يشتغل مياوما كون حالته ومعه العديد ممن يقاسمونه نفس الظروف مزرية للغاية على الجميع، ولو أنها أكثر إرهاقا ومأساوية على الأطفال الصغار وكبار السن.

ومن جهتها، قالت عائشة البالغة 36 سنة، ربة بيت، "انتظرنا فوق ما يمكنه أن تتحمله طاقة إنسان، وفي كل يوم نقابل بوعود وتسويفات سرعان ما ينكشف زيفها، وأنها مجرد مسكنات لتمديد عمر صبرنا، مع العلم أننا عدلنا على القيام باحتجاجات في أكثر من مناسبة أملا في أن نمنح الوقت الكافي لهؤلاء المسؤولين من أجل أن يجدوا لنا حلا"، لكن، تتأسف عائشة، لم يأت منهم ما يطمئن القلب، بل على العكس من ذلك لم نر سوى ملامح سقوطنا من ذاكرتهم وكأننا لسنا مغاربة ولنا حقوق كما نؤدي الواجبات. وعن هذه الواجبات قال حسن، البالغ 52 سنة، موظف، بأن ما أسماهم ب"المقصيين المهمشين" أدوا المبالغ المستحقة عليهم لغاية الظفر بسكن يليق بهم كبني آدم، وأخلوا مساكنهم السابقة كما أمروا بذلك، إنما بدون أن يحصلوا على ما وعدوا بهم، وتحول هذا التنقيل من مؤقت إلى دائم دون توفر أدنى شروط الكرامة الإنسانية.

ولهذه الأسباب، نبه عصام، البالغ 28 سنة، مستخدم، إلى أن الجميع لم يبق أمامهم سوى مدخل العودة إلى التظاهر قصد إسماع صوتهم من جديد، لعلها تكون الوسيلة الناجعة للتعامل معهم بجدية أكبر. مشددا على أن المتضررين لا يطالبون بشيء مستحيل، فقط ببيوت تأويهم في أمن وأمان، وتقيهم وأسرهم شر التشرد الذي ذاقوا مرارته طيلة هذه السنين. وفي ختام كلمته طالب عصام جميع الضمائر الحية في كافة أنحاء المغرب بمساندتهم، والتضامن مع ملفهم إلى أن يجد طريقة التسوية.