سويسرا التي رأيت اليوم غير سويسرا التي تعرفون.. ليست هذه سويسرا الشوكولاتة ولا ساعات الرولكس .. ليست هذه سويسرا "نيسليه" ولا مياه "ايفيان".. ليست سويسرا الأمن والاستقرار ومودع أموال العالم.. ليست هذه سويسرا الدقة في المواعيد والجمال في البناء والنظافة في الطرق..
هذه وجه آخر لسويسرا.. سويسرا الوسخة العفنة المتاجرة بلحوم الناس.. وجه سويسرا الذي لا يكفيه فيلم (الزين لي فيك) برداءته ولا (الكباريه) بجودته للتعبير عنه..
في طريقي اليوم من محطة القطار "كونوفان" بجنيف إلى البحيرة الجميلة وسط المدينة أسواق من النخاسة وبيع اللحوم البشرية... قمة الامتهان للمرأة في بلد لا ينكر أحد قيمة الإنسان فيه.. أكوام من اللحوم النسائية معروضة في فيترينات (بدون مبالغة) يتطلع لهن الغادي والرائح خلف الزجاج... عشرات على الطرق بكل الألوان يعترضن طريقك متحرشات.. وعلى جوانب الطريق محلات "السكس شوب" تعرض بضاعتها على الفترينات... والله أعلم بما في داخلها.. زبناء من كل الأعمار يتصفحن البضائع ويرمينها رمي الكلاب.. في منظر مقزز مثير للشفقة..
أين دعاة حقوق المرأة من هذا الامتهان لحقوقها بأحد أكثر الدول ديمقراطية وصونا لكرامة الإنسان؟ أين دولة سويسرا بكل قوانينها لتسمح بالمتاجرة في البشر وبيع اللحوم بالأثمان..
الغرب عالم متحضر ومتقدم في صيانة كرامة أبنائه ورعاية حقوقهم.. لكن عالم الدعارة بيقى علامة سوداء في صفحته وعارا في سجله.. عالم الدعارة إحدى نقاط الضعف ومواضع النقد في الحضارة الغربية سيدة العصر والمنجزات..
عالم الدعارة عالم يثير الشفقة على واقع مرير لابد من علاجه رحمة بالإنسان.. سواء كان ذلك في مراكش أو كان في جنيف أو حتى في بلاد الامريكان..