يعد العنف الزوجي (أو العنف الأسري) مشكلة اجتماعية خطيرة في فرنسا، حيث يؤثر بشكل أساسي على النساء والأطفال. وفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية في أكتوبر 2025، والتي كشفتها تقارير متطابقة، سجلت البلاد زيادة مقلقة في جرائم القتل المتعلقة بالعنف الزوجي خلال عام 2024 (الذي يُعتبر الأحدث المتاح حتى الآن لعام 2025)، مما يعكس استمرار التحديات رغم الجهود الحكومية.
فقد ارتفعت جرائم قتل النساء في فرنسا خلال 2024 بنسبة 11%، حيث سجلت السلطات 107 حالات قتل لنساء على يد أزواجهن أو أزواجهن السابقين. وهناك إحصائيات صادمة تتحدث عن مقتل امرأة كل 3 أيام في فرنسا على يد زوجها الحالي أو السابق!
وكشفت دراسة وطنية أن هذه الجرائم وقعت في أغلبها داخل المنزل المشترك للزوجين أو في مسكن الضحية أو الجاني، بنسبة بلغت 90%. واستخدم الجناة الأسلحة البيضاء في 49 حالة والأسلحة النارية في 34 حالة.
وأشارت البيانات إلى أن المشاجرات سبقت 31% من الحوادث، بينما حدث 16% منها في سياق رفض أحد الطرفين لإنهاء العلاقة.
وسجلت الوزارة تعرض 47% من الضحايا النساء سابقا لأعمال عنف أبلغن عنها لقوات الأمن، حيث تقدمت 81% منهن بشكاوى رسمية. وذكر التقرير الوزاري أن جهاز "هاتف الخطر الشديد" حمى ضحية واحدة فقط، بينما استفادت ضحيتان فقط من أوامر الحماية، وتخضع جاني واحد للإشراف القضائي.
ولفتت الدراسة إلى أن الجناة ينتمون في غالبيتهم للفئة العمرية 20-49 عاما، مع ارتفاع ملحوظ في جرائم الفئة العمرية فوق 70 عاما مقارنة بالعام السابق.
وأكد التقرير أن الجاني النموذجي يكون في الغالب رجلا متزوجاً من جنسية فرنسية ولا يعمل.
في السياق، أكدت جمعية "جرائم قتل النساء على يد شركاء حياة حاليين أو سابقين" (FPCE) أن الوقت حان لوضع حد "الإفلات من العقاب".
واعتبرت آن سيسيل ميلفير رئيسة مؤسسة النساء، أن الوضع "مأساوي جدا"، ورأت أن مكافحة هذا العنف لم تعد أولوية وطنية لدى السلطات.
وأضافت "هذه الزيادة لا تفاجئنا، نظرا لتخفيضات أو تأجيلات الدعم التي تؤثر بشكل مباشر على الجمعيات وتجبرها على إغلاق أبوابها أو تقليص خدماتها" وهي لم تعد قادرة على حماية الضحايا من النساء.
وتحض الجمعيات النسوية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جعل من مكافحة العنف ضد النساء قضية وطنية رئيسية عند توليه منصبه، على تعزيز البرامج القائمة وزيادة الميزانية المخصصة لهذه القضايا.
بالنسبة لعام 2025 حتى شهر نونبر الجاري، لا توجد إحصائيات كاملة بعد، لكن الحوادث المسجلة تشمل:
في 2 مارس 2025، رجل يبلغ 41 عاماً طعن ابنته البالغة عاماً واحداً حتى الموت ثم انتحر في فرانكونفيل، وكان معروفاً بقضايا عنف زوجي سابقة.
في 2 مارس 2025، رجل يبلغ 41 عاماً طعن ابنته البالغة عاماً واحداً حتى الموت ثم انتحر في فرانكونفيل، وكان معروفاً بقضايا عنف زوجي سابقة.
في 14 نونبر 2025: رجل معروف بسابقة عنف زوجي هاجم محطة مونبارناس في باريس بسكين، مما أدى إلى إطلاق نار من الشرطة وإصابة مروري.
وهناك حوادث أخرى متفرقة، مثل جرائم قتل مرتبطة بالانفصال أو الغيرة، تُشير إلى استمرار الاتجاه.
التطورات والتدابير الحكومية في 2025 رغم الزيادة، أعلنت الحكومة الفرنسية عن جهود مكثفة لمكافحة العنف الزوجي، خاصة بعد صدمة قضية "بيليكو" (اغتصاب جماعي منظم من قبل زوج سابق، أدت إلى إدانة 50 شخصاً في دجنبر 2024).
التطورات والتدابير الحكومية في 2025 رغم الزيادة، أعلنت الحكومة الفرنسية عن جهود مكثفة لمكافحة العنف الزوجي، خاصة بعد صدمة قضية "بيليكو" (اغتصاب جماعي منظم من قبل زوج سابق، أدت إلى إدانة 50 شخصاً في دجنبر 2024).