الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

رجال تجاوزو سن الأربعين ولم يمارسو الجنس إلى اليوم

رجال تجاوزو سن الأربعين ولم يمارسو الجنس إلى اليوم

"سني 41 سنة، وأنا سعيد جدا لأنني تعلمت من أول درس تلقيته عن الحياة الجنسية، بأنه قد يكون لكل امرأة ثدي مختلف عن ثدي امرأة أخرى. كما أصبحت عارفا بأن الأجهزة التناسلية للنساء تختلف كذلك من أنثى إلى غيرها". أكيد بأنه لا داعي للإشارة بأن هذا التصريح بعيد على أن يخص رجلا مغربيا، بل ربما قد لا ينطبق حتى على طفل 10 سنوات من أطفالنا "الله يحجبهم"، لما يبرعون فيه في هذا المجال، ويحفظون تفاصيله غيبا وأحيانا أفضل من طبيب "الولادة وأمراض النساء"، لما يخبرونه من زخم إن على المستوى النظري أو التطبيقي. لكن حتما يبقى السؤال هو من أي جنس صاحب التصريح السابق؟. بكل اختصار هو لمواطن ياباني، لم تسعه الفرحة لما أحس باستفادته من حصة تثقيفية أضافت إلى علمه كون ليست لجميع النساء أثداء ب"فورما" واحدة"، كما أنهن يتباين من حيث عضوهن التناسلي وليس هناك "ميطاسيون" حسب ما كان يعتقده تأثرا بتخصصه الصناعي.

والحقيقة المُرة لأصحابنا الجابونيين، أن هذا الياباني المسمى طاكاشي ساكاي، ليس الوحيد أو حتى من بين قلة التي تعاني هذا الفقر في المعلومة الجنسية، وإنما الكثير الكثير من أبناء جلدته الذين توصلت دراسة قام بها المعهد الوطني للدراسات والأبحاث هناك، إلى تقديرهم بربع مجموع الذكور. هؤلاء لم يعرفوا يوما شيئا إسمه "الإيلاج" أو مجرد القبلة الساخنة، فبالأحرى الوقوف بالتدقيق على أشكال الأعضاء الأنثوية. والمثير في الدراسة، أن المعنيين بطامتهم تجاوزوا سن الأربعين ومنهم فاق عمر الخمسين.

نجاح هذا الشعب في التقدم التكنولوجي، لم يشفع له في إرخاء التفوق ذاته على مغامرات الفراش، وإنما قابله فشل ذريع على مستوى ربط تلك العلاقات الحميمية. وبذلك، تكون دولة اليابان الرقعة التي تأوي أقل شعوب العالم خبرة بعالم الجنس، والبلاد التي وجدت نفسها أمام معضلة حقيقية واستثنائية في ظل ما تعيشه جهات المعمور من تحرر، ويكفي الاستدلال بألمانيا التي تصل فيها نسبة عدد الأشخاص الذين مارسوا الجنس قبل سن العشرين إلى 80 في المائة.

وبصرف النظر عن الأسباب التي تجندت الكثير من المنظمات والأخصائيين لتشريحها بالبلد المذكور،  وتأسست من أجلها أكاديميات لغرض إنقاذ ما يمكن إنقاذه. فإن الموضوع صار يشكل قضية نقاش جوهري في المجتمع الياباني، وأصبح يحتكر حديث العديد من الملتقيات، لما ثبت من حدة تأثيره على الصحة النفسية للمعنيين به، حتى أن من ضمنهم من عبر عن افتقاده للثقة في نفسه، ولم يعد لحياته معنى، إلى درجة أن شينغو المسكين بلغ منتصف عمره (51 سنة)، ولم يحمل معه لحد الآن سوى تجربتين، ليس في العلاقة الجنسية الصريحة، وإنما مجرد سقوط في غرام فتاتين، ومع ذلك لم يكتب معهما النجاح ليظل إلى اللحظة "باقي ما محققش الأمنية".

وفي هذا الاتجاه، وأمام ما يعانيه وطننا من بطالة، حبذا لو ينتبه مسؤولو بلدنا لهذا الخصاص الياباني، ويبادروا إلى إيفاد أساتذة منه إلى هناك، خاصة وأن كفاءاتنا في هذا التخصص منزهة عن النقاش، وأصحابها من مختلف الأعمار. حتى أن اليابانيين سيمنحون حتما شهادة الدكتوراه لطفل المرحلة الابتدائية، حين يكتشفوا ما يتوفر عليه من تراكم غزير لأدق الحيثيات النسائية، وبراعته في تلقين الدروس الميسرة على اقتحامها من الألف إلى الياء، دون "شيما" أو تحضير مسبق.