أكد سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أمس الجمعة، أن المغرب التزم طواعية وبعزم في جهود مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك في إطار مقاربة شاملة استباقية ومسؤولة.
وأشار السفير هلال، الذي كان يتحدث بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، إلى أن المغرب، الذي وضع تحت قيادة الملك محمد السادس، مخططه للاستثمار الأخضر، تحدوه قناعة بأن التطلعات العالمية لضمان النمو الأخضر تدعو إلى تمويل مناخي هام من أجل إطلاق تنمية اقتصادية تحترم البيئة.
وكان السفير يتحدث بمقر الأمم المتحدة أمام مجموعة من طلاب المدارس الثانوية الفرنكفونية في إطار برنامج "فرانش إيرتايج لانغويج" بصفته رئيسا لمجموعة السفراء الفرنكفونيين في نيويورك.
وتهدف هذه التظاهرة إلى تحسيس الشباب بتحديات التغيرات المناخية ومساهماتهم في حماية البيئة بمناسبة يوم البيئة، المنعقد تحت شعار "النقاش العالمي المواطن حول الطاقة والمناخ".
وأضاف السفير أنه عبر مخطط الاستثمار الأخضر، اختار المغرب نهج مقاربة أفقية تشاركية مندمجة من أجل ضمان انتقاله نحو اقتصاد أخضر، عبر إبراز تعبئة الدولة ورفع جاذبية القطاع الخاص والوعي العام باعتبارها ثلاثة محركات لرفع هذه التحديات ووضع المغرب كدولة رائدة في المنطقة.
واعتبر السفير هلال أن اختيار تنظيم هذا الاجتماع مع الطلاب الشباب بنيويورك يعكس أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه الفئة العمرية الأكثر ديناميكية في جهود الأمم المتحدة الرامية إلى مواجهة تدمير البيئة.وقال "إننا نسعى لأن يعم الوعي بين الشباب بثقافة البيئة، وكذا منحهم الفرصة للتعبير عن وجهة نظرهم بشأن حماية البيئة، والمشاركة كعناصر فاعلة لا غنى عنها في مكافحة التغيرات المناخية".
وستكون البلدان الناطقة بالفرنسية، والتي تمثل أزيد من ثلث أعضاء الأمم المتحدة، على موعد العام الجاري مع العديد من التظاهرات، وتتمثل في اعتماد جدول أعمال التنمية ما بعد عام 2015، والمؤتمر الدولي في أديس أبابا حول تمويل التنمية، وقمة باريس حول التغيرات المناخية.
وفي هذا السياق، قال سفير المغرب، في هذا اللقاء، الذي شهد حضور الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، جانوس باسزتور، ومساعد الممثل الدائم لفرنسا بالأمم المتحدة، أليكسيس لاميك، أن "الفرنكفونية سيكون لها دور حاسم على الساحة الدولية".
فضلا عن ذلك، قال السفير هلال إنه "بالعمل بروح من التعاون، يمكننا جميعا أن ننجح الأحداث المشار إليها، بهدف تحسين قدرة البلدان النامية، ولاسيما في أفريقيا، على مواجهة تحديات تغير المناخ واتخاذ تدابير فعالة لحماية البيئة".
وشدد على أن مؤتمر باريس حول التغيرات المناخية "يتعين أن يشكل علامة فارقة في مرحلة حاسمة في إطار المفاوضات المقبلة حول اتفاق دولي في المستقبل من خلال اعتماد هذه الخطوط العريضة، وذلك بهدف أن تلتزم جميع البلدان، بما فيها المتسببة في النسبة الكبرى للانبعاثات الغازية، للمرة الأولى باتفاق عالمي حول المناخ". معتبرا أن هذه العملية يجب أن تتوج بإجراءات ملموسة خلال الدورة ال 22 للمؤتمر التي سيستضيفها المغرب العام المقبل، من أجل تفعيل الآليات القانونية حول المناخ التي سيتم تبنيها في دجنبر المقبل.
وخلص السفير إلى أن المغرب وضع القضايا البيئية في صلب الأولويات الدبلوماسية، مثمنا النهج التشاركي الذي بدأ على المستوى الوطني، لوضع مساهمات المملكة في مكافحة التغيرات المناخية.