الخميس 19 سبتمبر 2024
مجتمع

عمالة عين السبع تطلق "صواريخ أرض أرض" لإفراغ ساكنة كاريان "القامرة"

عمالة عين السبع تطلق "صواريخ أرض أرض" لإفراغ ساكنة كاريان "القامرة"

في حدود الساعة السابعة صباحا من يوم الخميس 28 ماي 2015، اصطفت العشرات من سيارات الأمن الوطني والتدخل السريع والقوات المساعدة رفقة عناصر الدراجين وسيارات الإسعاف، مستعينة بجرافات من الحجم الكبير، بمدخل كاريان "القامرة" المجاور لحي السككيين بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي، لم يكن الأمر يتعلق بضبط شبكة إرهابية خطيرة، تهدد الأمن والنظام العامين، بل يتعلق الأمر بهدم منازل أكثر من 70 أسرة، تقطن بهذا الكاريان منذ أكثر من 40 عاما خلت..

"هاذ الناس تكرفسو علينا، أنظر إنهم يهدمون بيوتنا التي رأينا فيها النور"، يقول رجل أربعيني لموقع "أنفاس بريس"، مضيفا، "نحن لانرفض ترحيلنا لسكن لائق، لكن على السلطات المحلية، مراعاة وضعيتنا الاجتماعية، فجل الأسر ليس باستطاعتها أداء 120 ألف درهم، وكذا رسوم التسجيل والتحفيظ نظير الانتقال للشقق"..

وسط ركام الجدران المهدمة، والأسلاك الكهربائية والأنابيب المائية، يجلس طفل لايتعدى عمره 6 سنوات، يضع على رأسه قميصا ممزقا، يقيه من حرارة الشمس، يبحث عن أغراضه الخاصة حاملا شعارا ممزقا لفريق الوداد البيضاوي، تناديه والدته، "محسن حيد من الشمش، راه غادي ضربك السخانة"، لا يكترث لصياحها، وهي المنشغلة بجمع أغراض المطبخ أكثرها قنينات زجاجية مختلفة الأحجام والألوان، تضعها في علبة كارطونية، فيما زوجها يحتج ويندد بما اعتبره، ترحيلا لوجهة مجهولة..
"نحمل كامل المسؤولية لرئيس الحكومة، حول مصيرنا المجهول، لقد أرغمونا على توقيع أوراق إدارية نوافق من خلالها على عملية ترحيلنا، لكن فين؟ الله أعلم".. جل من التقتهم "أنفاس بريس"، من ممثلي السلطات المحلية يرفضون إعطاء تفاصيل عن عملية الهدم، ويكتفون بالقول أنها عملية قانونية احترمت الآجال القانونية بين قرار التبليغ وتنفيذ عملية الإفراغ.. بين احتجاجات هنا وهناك، وعمليات مكثفة وسريعة بواسطة الجرافات التي شبهها السكان ب"صواريخ أرض أرض"، التي لا تترك أثرا للحياة، تستمر عمليات الهدم من الساعة السابعة صباحا، الى حدود اللحظة (الثالثة بعد الزوال)، تخللتها اعتقالات بعض الشبان، بلغت لحدود الساعة 12 فردا، احتجوا على ترك أسرهم للمصير المجهول، إذ علمت "أنفاس بريس" أن بعض المسؤولين الذين كانوا حاضرين في عمليات الهدم، وعدوهم بحل المشكل، في غضون شهر، وأن يدبروا أمرهم في هذه الفترة لحين انتقالهم إلى شققهم التي يقول البعض أنها في سيدي مومن وآخرون يتحدثون عن شقق في منطقة الشلالات (الكيلو متر 17)، مما يجعل المعاناة تتضاعف، البحث عن سكن مؤقت في فترة الامتحانات ورمضان على الأبواب، ومصير مجهول لشقق مفترضة..

هي إذن حالة تطويق من كل المداخل يعيشها سكان كاريان "القامرة"، يشتد فيها الخناق، على تلاميذ مقبلون على امتحانات الباكالوريا، وهي نتيجة للتوقيت الخطأ للإفراغ والهدم..