السبت 21 سبتمبر 2024
سياسة

حمدا لله.. حفيد الرسول الكريم مر بتراب النواصر

حمدا لله.. حفيد الرسول الكريم مر بتراب النواصر

كطيف سحري زار الجماعة القروية أولاد عزوز التابعة ترابيا لإقليم النواصر جهة الدار البيضاء الكبرى، فقير معالم الواجهات على الطريق الوطني الرابط بين الدار البيضاء والجديدة، خصوصا عند الكلم 16 جنوب البيضاء، لم يكن هذا الطيف سوى خبر مرور صاحب الجلالة الملك محمد السادس عبر هذا الطريق لتدشين مركز تقني بيو مهني لتنمية سلاسل الإنتاج الحيواني ومختبرا جهويا للتحاليل والأبحاث بتراب جماعة أولاد عزوز، والذي تم فعلا يوم الإثنين الموافق ل 18 ماي الجاري.

سبق هذه الزيارة الملكية للمنطقة عمل دؤوب " مؤقتا " طبعا، وأشغال مستمرة ليل نهار، وفي فترة قياسية بالكاد تتجاوز 50 ساعة تم " ترقيع " ما ظل منسيا ومهملا منذ 2001، بسبب حالة الكوما الإلكلينيكية لتي كان عليها ضمير المسؤولين بهذا الإقليم، أشغال، ورشات، نخيل، زهور وشحانات طنينها كسرب نحن يعلن قدوم ربيع بحلول ترقيعية، فرممت الحفر الأثرية التي قارب تواجدها على هذا الطريق العشر سنوات، وبالخصوص امتدادا من تقاطع دار بوعزة الى تقاطع العراقي، جفت مياه الواد الحار لدوار أولاد عزوز الذي واظب على عبور الطريق الإسمنتي ليسلك الوجهة التي حددتها له تضاريس المكان ووو..الى غير نهاية.

هكذا وبسحر " كن فيكن " جفت المياه العادمة التي ظلت طيلة 13 سنة تطفح فوق سطح " الزفت " لهذا الطريق " الوطني " وتسير بإخلاص منقطع النظير، بجوانبه كي تزكي المكان برائحة تعلن المواطنين أن العاصمة الإقتصادية على بعد بضعة أميال، دون الحاجة الى علامات التشوير أو ارشادات، وتسبب لزوجته ( برفع اللام وحرف الزاي ) بتفاني أيضا، في حوادث السير عبر انزلاق عربات النقل وصعوبة التحكم في الفرامل بسبب لزوجتها والحفر المنتشرة وفوضى النقل المقنن أو السري.

وقفة عابرة لم تكلفنا جهد البحث عن الوصفة السحرية التي استعملها مسؤولي الإقليم ورئيس الجماعة والسلطة المحلية لهذه الجماعة ، حتى يخلقوا المعجزة ويصلحوا ما عجزوا عن فعله طيلة السنوات الماضية في رمشة عين، لأن السلطات المحلية والمنتخبة، وفقا لمبدأ " اللي غلب على شي فار يقزبو " أعطت أوار صارمة لصاحب حمامين بدوار أولاد عزوز بالإغلاق لمدة أسبوع كامل قبل الزيارة الملكية وارشادات لكل الساكنة بالتقليل من استهلاك المياه، أما المدير العام لمصنع الحديد المتواجد على نفس النقطة الكيلمترية 16، فالسلطات تعاملت معه بنوع من الكياسة إذ طلبت توقيف الإنتاج حتى لاتعمل مضخة الدخان من الساعة الواحدة بعد الزوال الى الساعة التاسعة مساءا في نفس يوم الزيارة.

أما مياه الصرف الصحي المرقرقة في الطريق الوطني وعلى جنباته والتي مصدرها السكان والحمامين العموميين فقد جيء بشاحنات كبيرة محملة بتراب صبق فوق تلك المستنقعات السوداء النثنة لتاوارى تحت الترى كمقبرة جماعية لفساد المسؤولين وموت ضميرهم الذي لايبعث إلا مؤقتا خلال كل زيارة ملكية، أما مصنع شاحنات النقل عند تقاطع طريق العراقي فقد زين بنخيل أمريكا اللاتينية وأزهار احضرت من السند والهند ليشرق ربيعا لن يعمر بعد الأنشطة الملكية في المنطقة طويلا.

قمة الرياء والنفاق في روح المواطنة والإنفصام المهني وانعدام حس المسؤولية، بل سلوك اخرق يبخس عمق المبادرات الملكية عبر هذه الزيارات والتدشينات، أحد أهدافها تخليق المسؤولين على روح المبادرة وتجويد المجال بتحسين ورفع مردوديته المادية والبشرية والبيئية والإقتصادية..

ويبقى الأمل مايمكن به وصف سلوك تدبير المجال والشأن المحلي لمسؤولي الحلول الترقيعية والخلطات السحرية هو الضحك على الذقون تحت شعار قولوا العام زين..

فالحمد لله على مرور ملك البلاد ببعض النقط السوداء بالمملكة، كي تنعم لأيام معدودة بربيع عابر وحلول ترقيعية تنسيها روتينا بكآبة الخريف، بل بالمختصر المفيد وكما جاءت على لسان ساكنة دوار أولاد عزوز وبعض مستعملي هذا الطريق الوطني " الحمد لله الشريف داز من هنا..".