في سياق ما تؤيده الخطابات المؤكدة بأن الرياضة تنجح فيما فشلت فيه السياسة، جاء اللقاء الذي جمع جماهير الرجاء الرياضي البيضاوي ونجم الساحل التونسي، الذي جرت تفاصيله مساء أمس السبت. بحيث شهد وسط مدينة الدار البيضاء قبل انطلاق المواجهة وتحديدا بين الساعة الثانية والرابعة بعد الزوال، تجمعا لشباب من البلدين في شكل أخوي. ورغم أن كل طرف هتف بداية بمناصرة فريقه المفضل على نحو حضاري شد انتباه الكثير من المارة الذين تجمهروا لجمالية المشهد. فبعد هذا، شكل ممثلي محبي الفريقين لحمة واحدة وهم يهتفون بوحدة المغرب العربي، وضرورة فتح الحدود بين جميع الدول. حتى أنهم اختلقوا صيغة لتمرير رسائلهم، عبر التلويح بورقة على أساس أنها توكيل من باقي الدول المغاربية، يقضي بمنح المغرب وتونس كامل الصلاحية في إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي. متمنين أن تكون المبادرة دافعا لوضع المسؤولين السياسيين أمام الأمر الواقع، وترك الحسابات الضيقة في سبيل السعي وراء جني المصلحة العامة لكافة شعوب المنطقة، على اعتبار أنها عانت الكثير من تلك التفرقة وتضارب الآراء. ولم يفت المجتمعون التلميح إلى العقبة التي تضعها الجزائر في طريق هذه الآمال، داعين إلى إنصات الحكام هناك لنداء المواطنين، بدل شحنهم بالتحريض على غليان العداء والتعصب.
