الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
فن وثقافة

"أيام الفيلم السينمائي التربوي" بسلا تدعو إلى الارتقاء بالمدرسة الثقافية

"أيام الفيلم السينمائي التربوي" بسلا تدعو إلى الارتقاء بالمدرسة الثقافية

أجمع فاعلون تربويون وحقوقيون في ندوة تربوية تحت عنوان: "الأنشطة الموازية بالفضاء التعليمي: الغايات والأهداف والانتظارات"،احتضنتها مؤخرا الثانوية التأهيلية لسان الدين بن الخطيب بسلا، على ضرورة رد الاعتبار إلى الجانب الثقافي والترفيهي بفضاء المؤسسات التعليمية والخروج من حالة ما أسماه أحد المتدخلين بـ "واقع تغييب الثقافة والترفيه وتحول المدرسة إلى عقوبة وآلة تنتج العنف". وقال عزيز لزرق (باحث في السوسيولوجيا والتربية) متسائلا حول أسباب الخجل الذي ينتابنا من الحديث عن الثقافة وتعويضها بتسمية "الأنشطة الموازية" باعتبار أن الثقافة هي الأصل والاسم الحقيقي الذي يحمله هذا الفعل التربوي، وأن المتوازيان في لغة الرياضيات هما خطان لا يلتقيان أبدا، مشددا في كلمته على الحاجة إلى الارتقاء بالمدرسة الثقافية وتجسير الثقاطعات بين المواد التعليمية، فخارج هذا المدخل يكون المآل هو البقاء في أسر "الروبوتيزم والثقافة المحدودة"، يقول لزرق..

ونبه من جانبه مصطفى الزعنوني، حقوقي وتربوي، في الموضوع نفسه إلى الدور المحوري للأنشطة في النجاح المدرسي، لما تخلقه من تفاعل وإحساس بالذات لدى التلميذ، داعيا في كلمته إلى ضرورة إعادة النظر في "المقررات الماراطونية" وإعطاء قيمة للأنشطة التربوية داخل المدرسة وعلى طول السنة الدراسية.

وتقاطعت مداخلات الندوة، التي شارك فيها تلاميذ وإداريون وأساتذة باحثون وحقوقيون وممثلون عن جمعية آباء وأولياء التلاميذ، حول مركزية مكون الأنشطة التربوية في سيرورة العملية التعليمية لما تشكله من متنفس حقيقي لمختلف طاقات الناشئة التي تختزلها المدرسة، حيث يقول إلياس، وهو تلميذ فاعل في واحد من الأندية التربوية بالمؤسسة، إن انخراطه داخل "نادي الدعم الاجتماعي" جعله يحب المدرسة ويخرج من حالة شبه فراغ كان يعيشه من قبل، فيما دعت فاطمة جاكر التي تدرس في مستوى الثانية باكالوريا وترأس "نادي الصحافة والإعلام"، الذي كان وراء تنظيم هذا اللقاء، إلى تكثيف مثل هاته المبادرات وخروجها من المناسباتية، "مع الأخذ بعين الاعتبار رغبات وميولات التلاميذ أثناء تنظيم وبرمجة هذه الأنشطة، تضيف فاطمة...

وخلصت الندوة، التي أفرزت تفاعلا إيجابيا بين المتدخلين والحضور داخل القاعة، إلى مجموعة من الاقتراحات من بينها: تسطير برامج للسنة القادمة بتيمات موحدة تخترق كل الأندية الفاعلة بالمؤسسة، وتكثيف المجهودات بين المشرفين والتلاميذ، مع العمل إحياء ذاكرة المؤسسة من بوابة التوثيق والأرشفة، وتجهيز قاعة للعروض تتوفر فيها كل المواصفات الضرورية..

يشار إلى أن هذه الندوة تندرج ضمن فعاليات ملتقى "أيام الفيلم السينمائي التربوي" الذي احتضنته ثانوية لسان الدين بن الخطيب على مدار ثلاثة أيام (6-7-8 ماي 2015) في مبادرة من "نادي الصحافة والإعلام" بشراكة مع جمعية أباء وأولياء التلاميذ تحت شعار "الأنشطة التربوية: تثقيف وترفيه ورقي بالذائقة الجمالية لدى التلميذ"، وحملت اسم الأستاذة الراحلة أمينة بوشام.. وعرف تنظيم عروض ومناقشة أفلام وطنية ودولية وورشات تكوينية في كتابة السيناريو وقراءة الصورة السينمائية وتكريم فعاليات فنية وتربوية..