صار ركوب الأوطوروت بالمغرب بمثابة ركوب البحر، ومن يبدل الطريق العمومية العادية بالطريق السيار كمن يهرب من"فم الأفعى إلى فم الحنش " حيث يصبح المسافر عبر الأوتوروت وخاصة وقت الذروة ، خلال أيام العطل والأعياد في جحيم حقيقي، بفعل الإكتضاض الذي تعرفه محطات الأداء، حيث تصطف طوابير من العربات لعدة كيلومترات تنتظر دورها في المرور من عنق الزجاجة، وما تسببه هذه المحنة للركاب العابرين من تعب وإرهاق تزيد من حدتهما أشعة الشمس الملتهبة بداية شهر ماي الحالي، وقد عبر بعض المسافرين لـ "أنفاس بريس" عن عذاب المرور هذا عند رجوعهم من عطلة نهاية الأسبوع يوم الأحد الماضي بمحطة الأداء برشيد،ما جعلنا ننتقل إلى إدارة الأوطوروت المتواجدة بالمنطقة، وكان لنا لقاء مع المسؤول عن مقطع الأوطوروت الرابط بين برشيد وخريبكة وسألناه عن سبب تأخير إنجاز هذا المقطع الذي من شأنه التخفيف عن ضغط صبيب المرور والصيف على الأبواب ؟
المهندس المسؤول، أجاب بأن المقطع بين برشيد وخريبكة تبلغ مسافته 77 كلم وتعهدت بأﻷشغال الخاصة به شركة صينية بالنسبة لشطر برشيد ابن أحمد وشركة مغربية بالنسبة لشطر ابن أحمد خريبكة ، وأضاف المهندس بأن الكلفة العامة للطريق السيار بين برشيد وبني ملال تقارب 8، 6 مليار درهم أي 680 مليار سنتيم بما فيها كلفة التسوية القانونية للأرض، وقد ساهم التمويل عن طريق القروض الخارجية بنسبة 75 % ، و عرف مشروع مقطع برشيد خريبكة تأخرا فعلا في الإنجازاستغرق سنتين بعدما كان من المنتظر أن يدشن في يوني2013 و أرجع محدثنا أسباب التأخير إلى البطء وتعقد مسطرة نزع الملكية على الرغم من أن أثمنة الإقتناء حددتها لجنة تقييم إقليمية بنت اقتراحاتها على عناصر مقارنة لبيوعات مسجلة بالمنطقة إضافة إلى اشتراط المحافظة العقارية بكل من سطات وبرشيد إعداد الدراسات الطبوغرافية والهندسية للأرض التي تشكل وعاء المقطع ، كما لعبت المسطرة الجديدة المتعلقة بالمقالع التي تعتبر مصدر توريد مواد الأوراش بالنسبة للشركات المتعهدة دورا كذلك في التأخير الحاصل ، لكن تم التغلب على كل هذه المشاكل وسوف يكون - حسب الإطار التقني المسؤول - المقطع برشيد خريبكة جاهزا في أجل لايتعدى نهاية الشهر الحالي بمنشأته الفنية وعملية وضع لوحات التشوير جارية مشيرا بأن هذا المقطع يحتوي على "عقدة"او مدارة للطرق السيارة فريدة من نوعها في مدخل برشيد من ثلاث طوابق أومستويات الأولى لتيسير الصبيب و تربط مباشرة الدار البيضاء بمراكش والثانية وتربط بين برشيد وبني ملال والثالثة والتي مازالت في طور الإعداد من المرتقب أن تربط برشيد بطيت مليل وهذه "العقدة " من شأنها التخفيف من الصبيب الحالي الذي قد يصل في وقت الذروة إلى 60 ألف عربة في اليوم بينما لايتعدى هذا الصبيب في الأيام العادية 30 ألف عربة ويضيف بأن دراسات يتم القيام بها حاليا من أجل توسيع قاعدة محطات الأداء لتفادي الإكتظاظ.
