السبت 20 إبريل 2024
ضيف

محمد البزاز : التدخل العسكري المغربي في اليمن هو تدخل لمساندة الدول الشقيقة في منطقة الخليج العربي

محمد البزاز :  التدخل العسكري المغربي في اليمن هو تدخل لمساندة الدول الشقيقة في منطقة الخليج العربي

يرى الدكتور محمد البزاز، أستاذ القانون الدولي العام أن التدخل العسكري العربي المشترك في اليمن تم في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تواجه تحديات كبرى ،في ظل  تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة ورغبتها القوية في السيطرة على مجموعة من الممرات البحرية، وسيطرتها الواضحة على جنوب اليمن الذي يهدد الأمن السياسي وكذلك الأمن الاقتصادي لدول المنطقة. كما يتطرق إلى التدخل العسكري المغربي موضحا أنه تدخل لمساندة الدول الشقيقة في منطقة الخليج العربي إلى جانب عضوية المغرب في جامعة الدول العربية التي تتوفر على اتفاقية قائمة للدفاع العسكري المشترك ظلت مجمدة، إلى جانب حرص المغرب الدائم على احترام الشرعية الدولية واحترم القانون الدولي.

كمتخصص في العلاقات الدولية، كيف تقرأ التدخل العسكري العربي المشترك في اليمن ؟

في اعتقادي أن هذا التدخل العسكري العربي المشترك تم في الوقت المناسب، فهناك تحديات كبرى تهدد المنطقة العربية، لاسيما تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة والدور الذي تلعبه إيران في الملف السوري وقبله الملف العراقي، إضافة إلى دورها الواضح فيما يحدث في اليمن، وهذه بطبيعة الحال تحديات أمنية ليست إقليمية فقط بل عالمية، فإيران لديها رغبة قوية للسيطرة على مجموعة من الممرات البحرية وفرض مواقفها وآرائها في منطقة الخليج العربي إن لم يكن في منطقة الشرق الأوسط بأكمله.

الملاحظ هو التواجد القوي للحوثيين على الحدود مع العربية السعودية، فهل شعور هذه الأخيرة والى جانبها الدول العربية بخطر النفوذ الإيراني في اليمن هو الذي حتم هذا التدخل العسكري المشترك ؟

بالفعل، فسيطرة العناصر العسكرية للحوثيين على مجموعة من المدن اليمنية والمناوشات التي حدثت فيما قبل بين الجيش السعودي والمقاتلين الحوثيين على الحدود في السنوات الماضية أضحى يشكل تهديدا للمملكة العربية السعودية والتي هي دولة ذات وزن وتلعب دور قيادي في المنطقة وكذلك حتى على المستوى العربية، وهذه المبادرة التي قادتها المملكة العربية السعودية هو قرار جريء وشجاع كرد فعل ليس لدول الخليج فقط وإنما للدول العربية ككل ضد هذا التطور الكبير الذي يتزامن مع سعي إيران لامتلاك السلاح النووي من جهة ومن جهة ثانية للتصدي للمس بالسلامة الترابية لليمن والسلامة الإقليمية والأمن القومي لمجموعة من الدول العربية، فإيران لازالت تحتل مجموعة من الأراضي العربية : جزر طنب الصغرى الإماراتية، إضافة إلى سيطرتها الواضحة على جنوب اليمن وسعي إيران للسيطرة على باب المندب بالبحر الأحمروهو ممر استراتيجي بالنسبة للملاحة الدولية ، إذن هذا التطور الإقليمي يهدد الأمن السياسي وكذلك الأمن الاقتصادي لدول المنطقة، فتحكم إيران في مدخلين :  باب المندب ومضيق هرمز قد يهدد الأمن الاقتصادي لبلدان الخليج العربي والتي لها علاقة مع باقي البلدان العربية وضمنها المغرب الذي له علاقة تاريخية على عدة مستويات مع بلدان الخليج العربي وضمنا المملكة العربية السعودية.

في هذا الإطار، كيف تقرؤون التدخل العسكري المغربي إلى جانب بلدان عربية أخرى في اليمن ؟

التدخل العسكري المغربي في اليمن هو تدخل لمساندة الدول الشقيقة في منطقة الخليج العربي، المغرب في سياسته الخارجية دائما مع الشرعية الدولية واحترم القانون الدولي وسيادة مبادئ السلام والاحتكام إلى التسوية السلمية للنزاعات الدولية، هذه مبادئ راسخة في السياسة الخارجية المغربية، إلى جانب كون المغرب يشتغل على المستوى الإقليمي في إطار جامعة الدول العربية، وهناك اتفاقية  قائمة بجامعة الدول العربية للدفاع العسكري المشترك والتي ينبغي تفعيلها، يجب تحريك هذه الآليات الإقليمية للدفاع عن القضايا المصيرية للمنطقة العربية، وكذلك هناك اتفاقيات ثنائية و اتفاقيات مابين بلدان الخليج العربي، وبلدان الخليج العربي كلها لها علاقات إستراتيجية مع المغرب، ولا ننسى الدعوة التي قدمتها بلدان الخليج لانضمام كل من الأردن والمملكة المغربية لمجلس التعاون الخليجي ، وكل هذا يعبر عن المستوى العالي لهذا النوع من العلاقات وكذلك المكانة التي يحتلها المغرب باعتباره دولة لها قوتها ولها مكانتها سواء على المستوى الإقليمي أو المستوى الدولي.

بعد هذا التدخل العسكري العربي المشترك في اليمن، هل يمكن الحديث مستقبلا عن قوة عسكرية عربية مشتركة ؟

صحيح..في قمة شرم الشيخ تم الاتفاق مبدئيا على إنشاء قوات عربية مشتركة ومبدئيا هناك اتفاق، ومستقبلا سيتم التطرق إلى الآليات وسبل تفعيل هذا الاتفاق، وأعتقد أن هذه الفرصة التي أتاحتها مبادرة المملكة العربية السعودية ستشكل حقلا لتجربة هذا المشروع الوحدوي للدفاع عن القضايا المصيرية للأمة العربية، علما أن هناك تهديدات كثيرة تواجه المنطقة العربية : اقتصادية، أمنية، في مجال محاربة الإرهاب، التهديدات المتعلقة بالأمن الغذائي وندرة المياه..وإذا لم تتكتل الدول العربية فإنها ستواجه اختراقات من بلدان أخرى ولاسيما من قبل إيران وبعض القوى الأخرى التي تبحث عن مكان لها في المنطقة.