وأصل الحكاية غندليج.

ما الغندليج؟

هو كلام. مجرد كلام. مونيمات وفونيمات بدون نضال لإنتاج المعنى .

مجرد خواء في القصد.

إنه نوع من الماريفوداج (نسبة إلى Marivaux) مجرد وعود كاذبة. حبكة تليق بمسرح 1737 الباريسي.

لم يكن معتقلو تازمامارت ملزمين بطرق التوليد اللغوي ليصنعوا على طريقة "ايرفي بازان" شخصية كريهة كفولكوش (الكلمة مركبة من folle مجنونة و cochonne خنزيرة)؛ لقد أطلقوا على واقع البلاد المغشوش كلمة غاندليج. وكفى .

واقع مجنون ومُخَنْزَرْ .

في النهاية، نحن نستهلك أطنانا من الخنزير، فلم يحرم علينا أكله إذن؟

سياسات عمومية غير منجزة.  وعود مخلوفة. غندليج..

مسؤولون فولكوشيون. يتنابزون. يتدايكون (من الديك). غير مستعجلين (من العجل) لأنهم يعرفون بالسليقة أن كل من استعجل (صار عجلا) يقاد إلى ساحة لاكوريدا ليصارع مُجَالِداً همه كسب ود الدهماء عبر إسالة دم العجل الذي كان ذات "تطور" إنسيا.

لابد أن الثورة تختبئ في مكان ما .

لم يبق للدولة مجد. أحد ساستها سئل عن رئيس الحكومة فأجاب: كايضحكني حتى كنبول فسروالي.

ضاع ما تبقى من مجد .

لقد تعرت نهائيا؛ ومع ذالك لا أغراء في النفوس.

نفهم الآن لم تَخَوْنَجَتْ. فالستر بموضة الأَفْغَنَة أضمن. ولها أن تطل علينا بعينين مُمَسْكَرَتَيْنَ. ففي هذه البلاد لم تعد النسوة يعرفن طريقة وزمن معالجة وتحضير الكحل.

شهر لفقرا. جاد. جوماد. شاهيشور. ذاك تقويم انقرض مع الجدات إلى الأبد.

حنين.

كل شيء شاخ في البلاد .

الدولة نفسها شاخت. وتَزَمْهَيْرَتْ (من الزهايمر) إلى درجة أن خص بعضهم نفسه احتكار وتأويل الأسانيد وفق منطق نصي محافظ قادم من شرق متخلف. ولكأنما الوطن بلا دستور مكتوب .

وصار لهم أتباع .

البدع دائما تنتج ملحقات يسمونها زوايا حتى وإن كان مكتوب على واجهتها؛ بناية إدارية. ويلتحق بهذه الزوايا قوم تُبَّعُ نادمين على شباب ضيعوه في "الشيوعية".

يُبعث كبيرهم نبيل بنعبد الله للحج. ويعود بزبيبة في القلب .

في صباح حكومي افترش هيدورة وأول المنجل والمطرقة .

قال في المنجل إنه رمز لحرف "السين" وهي إشارة مُنْدَرِسَةُ المعنى حاملة للعبودية في اختفاء الرسم: سيدي .

وقال في المطرقة إنها رمز تثبيت السين في القلب ودقه في الزبيبة إياها ليصير مزدوج العبودية. عبودية لله والأخرى لوليه في الأرض بنكيران.

سيتولى الولي عبد الإله بنكيران مهمة التأويل. فالرجل يعرف نفسه ب "الناصح" في إطار "المحبة" بمعناها الفقهي حيث الانتصار لولي الأمر بأحسن التأويلات.

في هذا المقام هو يجاور ابن الغسال. ففيما يذب هذا الأخير عن "الصحابة" يذب بنكيران عن  "الصحبة".

لكن ما موقع المريد نبيل بنعبد الله من كل هذا؟

يمرر حبات السبحة بين أصابعه التي هاجمت الشيطان وقت حجه ويستعظم المشهد. ولأن الشيطان يحز في نفسه أن يُهاجم من طرف شيوعي سابق، لا بد أن يكون قد همس في أذنه أَنَّ حبات السبحة عددها 33 .

 

إنها تمثل عمر المسيح عليه السلام يوم اقتيد للصلب..