الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

طلبة معهد الحسن الثاني بالرباط ينعتون سياسة الإدارة بالقمعية والمدير يرد

طلبة معهد الحسن الثاني بالرباط ينعتون سياسة الإدارة بالقمعية والمدير يرد

شهد معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، إضرابات متتالية للطلبة، أيام 17 و18 و19 و20 مارس 2015، ليعودوا يومي 24 و25 مارس 2015 للتعبير عن سخطهم تجاه إدارة المعهد، عن طريق الوقفات الاحتجاجية والشعارات الداعية للاستجابة لمطالبهم.

ففي بلاغ صحفي لجمعية طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ومرفوق بملف مطلبي، توصل موقع "أنفاس بريس" بنسخة منه، يؤكد الطلبة أن الإدارة تتماطل في الاستجابة لمطالبهم، التي جسدوها في فتح المدير لحوار مع مكتب الطلبة لمناقشة الملف المطلبي، والذي يتضمن العديد من المطالب من بينها "إنهاء أسلوب التهديد الذي تتعامل به الإدارة مع الطلبة، احترام كرامة الطالب، حل مشكل الإنترنت، تمديد مدة التوصل بالماء الساخن، حل مشكل انقطاع الكهرباء المتكرر في بعض الأجنحة، إيجاد بدائل معقولة لواجب 500 درهم التي تمت إضافتها في مصاريف التسجيل بـ "داخلية المؤسسة" ابتداء من العام الحالي، رفع ضرر إقصاء وحرمان الطلبة من تسيير المرافق التي تخول لهم عائداتها تنظيم الأنشطة الموازية، إلخ".

وأضاف البلاغ أن الطلبة سيخوضون أشكالا نضالية مختلفة للتعبير عن مطالبهم ودعوة الإدارة للاستجابة إليها. حيث جاء في البلاغ المذكور "في خطوة تصعيدية غير مسبوقة وخطيرة، فوجئ طلبة المعهد بإقفال مطعم المعهد صباح يوم الاثنين 23 مارس 2015، مما يؤكد النهج القمعي للإدارة وعدم احترامها لأدنى حقوق الطالب". ويضيف البلاغ "يؤكد طلبة المعهد تشبثهم بمطالبهم ويهددون بالتصعيد تجاه سياسة الإدارة"، وصفها البلاغ بـ "القمعية". وقد تضمن الملف المطلبي غياب شهادات مكافئة لسنوات الدراسة التًي يقضيها الطالب المفصول عن المعهد والتي تخول له متابعة مساره الدراسي بمؤسسة أخرى، وعدم الوضوح في مسالك وشروط الولوج في بعض الشعب، مما أثار موجة احتجاجات منذ بداية السنة. كما ذكر البلاغ ما تم وصفه بمشاكل الدراسة والتكوين وحددها في التداريب الميدانية والحالة المزرية لوسائل النقل المخصصة للطلبة للتنقل إلى أماكن تدريبهم وهزالة المنحة المخصصة للتدريب (15 درهم كتعويض لكل طالب)، إضافة إلى حالة بعض قاعات الدراسة التي وُصفت بالمزرية وافتقار المدرجات للتجهيزات اللازمة وغياب التجهيزات والمعدات اللازمة لكافة الأعمال التطبيقية. وبخصوص الأنشطة الموازية، يطالب، بلاغ الطلبة، بإنهاء المنع المتكرر للأنشطة الترفيهية والثقافية، وحل المشاكل المتعلقة بحجز المدرج، وإنهاء التمييز الحاصل بين الجمعيات، فضلا عن مطالبتهم الإدارة بالرد على طلبات الحجز والتعليل الكتابي لأسباب الرفض.

وفي اتصال لـ "أنفاس بريس" بـ "سعيد أوعطار"، مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرية بالرباط، الذي رد على اتهامات الطلبة وفحوى البلاغ المعني، مؤكدا أن المؤسسة تضم 6 مدارس بـ 6 شعب  و1400 طالب، مُبرزا أن ما بين 50 و80 طالب هم من يخوضون الإضرابات ويقررونها ويغلقون الأبواب، وإذا ولج أحدهم لداخل المؤسسة يضعونه في لائحة سوداء.

وجوابا على سؤال عدم فتح الإدارة للحوار مع الطلبة، أوضح المدير أنه بالأمس "الثلاثاء 24 مارس 2015" اجتمع الطلبة مع المديرين من الثالثة بعد الزوال إلى السادسة والنصف مساء"، مفيدا أن ما يقوله الطلبة المعنيون غير صحيح. وفي رده عن حرمان الطلبة من الإنترنت شرح المدير أن خدمة الإنترنت داخل المؤسسة، تعتمد على تقنية جهاز "الويفي"، وأن بعض الطلبة يزيلون جهاز "الويفي" ويدخلونه لغرفهم، مُبرزا أن هذا الفعل يكلف الدولة مبالغا مالية مهمة، "كل أسبوع يجب إعادة اقتناء أجهزة الويفي".

وأكد المدير أن بعض الطلبة تم عرضهم على المجلس التأديبي، وعزى المتحدث نفسه المشكل الأساسي للإضرابات، لتنظيم بعض الطلبة للجنة سرية يقول المدير أنه يتوفر على تقارير خاصة بها. موضحا أن الطلبة أصحاب اللجنة السرية وضعوا لائحة سوداء خاصة بالبعض من الطلبة وشرعوا في منعهم من الاستفادة من عملية النسخ "الفوطوكوبي" والدخول للمطعم ومرافق الرياضة، حسب إفادة المدير. "هذه الأفعال فاقت الحدود، نحن مغاربة نعيش في جو ديمقراطي ولنا نفس الحرية وكل الطلبة سواسية"، يستطرد المدير في رده على فحوى البلاغ المذكور. وقال إن المطعم تسيره إدارة مستقلة.

وفي سؤالنا عن الإجراءات الإدارية التي تثبت ما جاء في رده، أوضح المدير أن الإدارة تتوفر على تقارير رسمية في الموضوع، وأنها تستدعي آباء وأمهات وأولياء الطلبة المعنيون بكلامه، وخص بالذكر الطلبة الذين يتغيبون عن حصص الدراسة. وأفاد أن الطلبة المتغيبون عن الحصص يعبرون عن سخطهم بسبب استدعاء آباءهم وأمهاتهم ويرفضون هذا الإجراء القانوني.

وفي جوابه عن "إقصاء وحرمان الطلبة من تسيير المرافق التي تخول لهم عائداتها تنظيم الأنشطة الموازية"، أوضح المدير أن مداخيل الأنشطة هي مال الدولة، وأنه كمدير إذا أراد صرف سنتيم واحد يجب أن يحتكم للمسطرة القانونية، وأن يعرض الملف على أنظار المحاسب المسؤول والمراقب المالي والآمر بالصرف المالي.. وشرح أن الأمر يتعلق بمداخيل "كافتيريا" كانت تعرف بعض الخروقات في ماليتها حين كان يسيرها الطلبة، دون أن يقدموا ملفا للمداخيل والمصاريف، حسب تعبير المدير، الذي أوضح أن المعهد يتوفر على مشرف عام على خدمة "داخلية المؤسسة" بمساعدة موظفين. وأضاف المدير قائلا: "قانونيا لا يمكن السماح للطلبة بالتصرف في مال المرفق المذكور بحرية مطلقة"، مبرزا أن الإدارة تطلب من الطلبة تحديد أوجه صرف المداخيل وتبويبها لصرف الميزانية في "أنشطة موازية"، حددها في ما وصفه بـ "سفر أو رحلات أو سفر للتكوين والدراسة"، لأن الإدارة حسب إفادته لن تتمكن من ضبط أوجه صرف المداخيل دون ضبطها، حسب تعبير مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرية بالرباط، الذي ختم رده، بأنه ليس الوحيد الذي يتخذ هذه القرارات، بل رفقة مديري 6 شعب داخل المعهد و4 مديرين مساعدين.