الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بن الطاهر: هل الجبهة الوطنية هو خطأ من الآخرين؟

محمد بن الطاهر: هل الجبهة الوطنية هو خطأ من الآخرين؟

"من علامات القائد العظيم أن يعرف كيف يكذب على قواته، ومن علامات السياسي البارع أن يعرف كيف يكذب حول أخطائه". (بيت من ورق مايكل دوبس)

إذن، هل يكذب "الجبهة الوطنية" بدقة تكفي لزعزعة استقرار اليمين واليسار، ووسائل الإعلام والناخبين.

منذ زمن طويل، صار الشعار المطروق هو: الجبهة الوطنية، هو خطأ من الآخرين!

هو خطأ اليسار، المسؤول عن تشجيع بروز حزب اليمين المتطرف لزعزعة استقراره، يقول اليمين.

هو خطأ اليمين، المسؤول، في السنوات الأخيرة، عن تبنى والتقليل من خطورة العديد من الكلمات والمواضيع وهواجس حزب لوبان، يرد اليسار.

هو خطأ وسائل الإعلام التي منحت "الجبهة الوطنية" موقعا غير مناسب.

كان من الممكن أن تسمى هذه الحالة الذهنية "عندما أولئك الذين لعبوا لعبة الجبهة الوطنية يقاتلون الجبهة الوطنية "، لأن البعض أخرج بالفعل المظلات "فمن هم المسؤولون؟".

يجب علينا أن نحارب الجبهة الوطنية، بل هذا واجب أخلاقي، في كل وقت وليس عبر مراحل، وهذا ما اكتشفه البعض.

يمينا، فتحوا لها (الجبهة الوطنية) السدود منذ فترة طويلة مع النقاش حول الهوية الوطنية في ظل ساركوزي، ومنذ مايو 2012، الأشياء  تزداد سوءا.

سياسات تم تبنيها وكانت نتيجتها ثني الناخبين عن التوجه لمراكز التصويت حسب استطلاعات الرأي الأخيرة، وها هم اليوم يتعبأون من أجل التصدي للجبهة الوطنية، ينهضون من سباتهم، لكن صفارة الإنذار معطلة.

وأمام هذه الكارثة المعلنة، يتعبأ البعض، ليس من أجل القيام بحملة، بل من أجل تحديد من ستتم إدانتهم !

"إذن أنتم لا تكفون عن انتقاد إجراء سياسي من ذلك القبيل، إذ أنتم مسؤولون !"

"أجل، هذا الخط السياسي الاشتراكي-الليبرالي سيمكن من استقطاب التائهون في الجبهة الوطنية إلى اليسار.  نعم، الصرامة مطلوبة أكثر من أي وقت مضى".

"فرنسا يمينية، والجميع يعلم ذلك! إذن الأمر أكثر تعقيدا". يعتقدون أنهم يقومون بالصواب، المساكين، إلا أنهم فقدوا الناهبين (وهم كثر) دون أن يستقطبوا أيا من اليمين المتطرف.

إنهم أنفسهم الذين لاحظوا أن الجبهة الوطنية تسترجع بالتدريج الأطروحات التي نبذها اليسار، هذا اليسار المسمى "إصلاحي" الذي تخلى، في ظل غياب واضح للطبقة، عن يساره (مونتبورغ، آمون إلخ)، ويطرح السؤال: من يرفع صوته اليوم لمواجهة أولئك الذين يجنون ثمار يقينهم؟

هل سيستمرون بعد الانتخابات في مواجهة الجبهة الوطنية؟

نتمنى ذلك، فالجبهة الوطنية تشكل خطرا حقيقيا لا يمكن التصدي له بشكل متقطع، كما أن التوجيه السياسي -لكي لا نقول تقليد بعض الأشياء- يمكن أن يزرع في المجتمع مشاكل أخلاقية.