الخميس 28 مارس 2024
جالية

أكبر تكتل للجمعيات الإسلامية في ألمانيا على صفيح ساخن من التوترات

أكبر تكتل للجمعيات الإسلامية في ألمانيا على صفيح ساخن من التوترات

يعمل المسلمون في ألمانيا من خلال عدد مختلف من الجمعيات المنظمة. والآن تسبب رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك في حدوث حالة من الغضب داخل الجمعيات الإسلامية بسبب انفراده باتخاذ القرار في حالات بعينها.

ويعود أحد أسباب الغضب الحالي إلى خريف العام الماضي، عندما شارك أيمن مزيك في مظاهرة في برلين ضد معاداة السامية. ووفقا لبعض وسائل الإعلام، فإن مزيك لم يبلغ بقية الجمعيات الإسلامية الأخرى، إلا قبيل مشاركته في المظاهرة. وقبل ذلك كان مجلس التنسيق بين المسلمين في ألمانيا، قد أصدر قراراً مشتركاً بعدم المشاركة في المظاهرة.

والمشكلة من وجهة نظر الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا (ديتيب) DITIB، كانت في أن تلك الخطوة التي أقدم عليها مزيك تعطي خصوصاً الانطباع بأن المنظمات الإسلامية الأخرى "لا تكترث بموضوع معاداة السامية". وكان أشد ما أثار حفيظة المسؤولين في "ديتيب" هو أن مزيك لم يدحض تلك الادعاءات، ووضع على صفحته في فيسبوك مقالاً حول ذلك نشرته صحيفة فرانكفورتر روندشاو. المظاهرة في برلين ضد معاداة السامية في 14 شتنبر 2014، كانت أول سبب للانتقادات الموجهة لأيمن مزيك.

ففي بداية الأسبوع الجاري توجه الاتحاد التركي الإسلامي في ألمانيا (ديتيب) إلى الرأي العام موجهاً الصفعات إلى المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (ZMD)، الذي يرأسه مزيك. وتحدث مسؤولو "ديتيب" عن "خيانة للأمانة" ارتكبها أيمن مزيك تجاه المنظمات الإسلامية الأخرى، الأعضاء في مجلس التنسيق بين المسلمين في ألمانيا (KRM)

وأصدر المجلس المركزي للمسلمين بياناً صحفياً الثلاثاء (11 مارس الجاري) أعرب فيه عن "استيائه"، مضيفا "نتمنى في المستقبل أن يكون هناك مزيد من الحيطة والموضوعية في التعامل مع بعضنا البعض". كما وجه المجلس المركزي دعوته هذه إلى "ديتيب" مصحوبة برجاء ألا يتم تناول الخلافات علناً في المستقبل وإنما داخل أروقة مجلس التنسيق.

في مجلس التنسيق بين المسلمين في ألمانيا توجد أكبر أربع منظمات إسلامية في البلد. فإضافة إلى "ديتيب" والمجلس المركزي للمسلمين هناك أيضا "رابطة المراكز الثقافية الإسلامية" (VKIZ) و"المجلس الإسلامي" (Islamrat) و"ديتيب" هي الأكبر بين المنظمات الأربع، بينما المجلس المركزي هو الأصغر. وحتى الآن، يعتبر مجلس التنسيق بين المسلمين في ألمانيا تكتلاً (مفككاً) من منظمات مستقلة عن بعضها البعض. ويمثل ذلك التكتل خارجياً متحدث يتم تغييره كل ستة أشهر.

في النقاش الحالي تتراجع "ديتيب" (عن موقفها) ويبدو أنها قد أدركت أن العراك الإعلامي لن يكون له سوى تأثير سلبي على الصورة الخارجية الخاصة (بالمنظمات الإسلامية، ومنها ديتيب). وفي حديث له مع وكالة الأنباء الإنجيلية حاول بكير البوغا، الأمين العالم لـ "ديتيب"، إعادة المياه إلى مجاريها، وقال: "الأمر ليس نزاعاً، وإنما توضيح حتى لا تكون هناك انطباعات خاطئة". مع ذلك فإن اتهامات "ديتيب" لأيمن مزيك ليست على الأرجح سوى غيض من فيض. فقد تكرر كثيراً في الماضي الغضب من تعامل أيمن مزيك بشكل مستقل مع وسائل الإعلام. وأغلق مزيك مبكراً حواراً كان ينبغي أن يوضح (المسألة).

المسؤولون في مجلس التنسيق بين المسلمين في ألمانيا مهتمون حالياً باتخاذ موقف واضح حيال مزاعم معاداة السامية. إيرول بورلو المتحدث الحالي باسم "رابطة المراكز الثقافية الإسلامية" صرح لدويتشه فيله: "بين الطوائف الدينية الإسلامية في مجلس التنسيق بين المسلمين في ألمانيا، لا يوجد إجماع بخصوص رفض معاداة السامية والعنصرية والتطرف باسم الدين". ولم ينبس بورلو ببنت شفة عن النقاش بشأن أيمن مزيك. وكذلك الجمعيات الإسلامية الأخرى لم ترد على سؤال لدويتشه فيله بهذا الخصوص.

(المصدر "دويتشه فيله")