رفعت جماعة مدافعة عن البيئة دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية اتهمت فيها الجهات التنظيمية بتجاهل المخاطر التي يشكلها مبيد للأعشاب على الفراشات الملكية المهددة بالانقراض، والتي تراجعت أعدادها بحدة خلال السنوات القليلة الماضية.
ورفع مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية الدعوى ضد وكالة حماية البيئة أمام المحكمة الابتدائية الأمريكية في نيويورك.
وجاء في الدعوى أن وكالة حماية البيئة تجاهلت التحذيرات المتكررة من المخاطر التي يشكلها الجليفوسات المستخدم بشكل واسع النطاق في المبيدات العشبية على الفراشات الملكية.
ويقضي القانون الاتحادي الأمريكي بأن تضمن الوكالة ألا تسبب المبيدات التي تقرها "أي أثار سلبية غير مبررة على البيئة بما في ذلك الحياة البرية". وقالت الدعوى إنه "رغم ذلك لم تفكر الوكالة في تأثير مبيد جليفوسات على الفراشات الملكية".
وجاء في الدعوى أيضا أن مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية ومنظمات أخرى مدافعة عن البيئة طلبوا من الوكالة مراجعة ما يقولون إنها أدلة علمية متنامية تؤكد التأثير "المدمر" لمبيد جليفوسات على الفراشات الملكية، لكن الوكالة لم تهتم.
وردا على الدعوى القضائية، أصدرت وكالة حماية البيئة بيانا جاء فيه أنها تتخذ خطوات عديدة لحماية الفراشات، لكن العلم لم يقل بعد "كلمته النهائية" في هذه المسألة. مضيفة "هناك عوامل عدة يمكن أن تؤثر على الفراشات الملكية منها فقدان أماكن معيشتها والطقس والمبيدات".
الفراشات الملكية لونها برتقالي وأجنحتها بها عروق سوداء وبقع بيضاء بمحاذاة الحواف الخارجية. وتصل أقصى مسافة بين الجناجين إلى عشرة سنتيمترات، ولون الجسم أسود.
وقال مركز التنوع الحيوي إن الفراشات الملكية (التي تشتهر بهجرتها آلاف الكيلومترات على مدى عدة أجيال من المكسيك عبر الولايات المتحدة إلى كندا، ثم تعود أدراجها ثانية) تعرضت لفقد أماكن معيشتها (الموئل) بسبب الأنشطة الزراعية والتوسع العمراني.
وجاء في الدعوى أن عدد الفراشات الملكية قدر عام 1997 بنحو مليار فراشة، وأن العدد انخفض هذا الشتاء إلى 56.5 مليون فراشة، وهو ثاني أقل عدد لهذا النوع منذ بدء عمليات التسجيل.
وفي الشهر الماضي نظمت الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية وجماعات الحفاظ على البيئة حملة كلفتها 3.2 مليون دولار لإنقاذ أماكن معيشة الفراشات.