الأربعاء 27 نوفمبر 2024
مجتمع

سباتة.. المقاطعة البيضاوية المقصية من حلاوة "تفاح الجنة"

سباتة.. المقاطعة البيضاوية المقصية من حلاوة "تفاح الجنة"

هل قدر ساكنة مقاطعة سباتة أن تظل خارج حسابات المسؤولين؟ ولماذا لم ينجح المتعاقبون على رئاسة مقاطعتها حل تلك الاختلالات الكثيرة التي تتخبط فيها المقاطعة؟

بالنسبة للزميل أحمد بوستة صحافي بيومية "المساء"، وأحد أبناء المنطقة، فمقاطعة سباته تعد من بين المقاطعات المحيطية في العاصمة الاقتصادية.. فهي توجد في حدود مقاطعات ابن امسيك وسيدي عثمان وعين الشق، وتتقاطع مشاكلها مع مشاكل الكثير من المقاطعات الضاحوية، ولا تحصل سوى على منحة بسيطة من قبل المجلس الجماعي، ولا يتمكن من يوجدون حاليا في موقع المسؤولية بمقاطعة اسباته من إنجاز الكثير من المشاريع التي ينتظرها السكان بفارغ الصبر.

ويشدد أحمد بوستة في تصريحه لـ "أنفاس بريس"، على أن المقاطعة لا تحتاج إلى إمكانات مادية ضخمة لكي تتحول إلى مقاطعة نموذجية، فهناك ملفات لا بد من إيجاد حل لها كسوق بئر لحلو، والإسراع في إنجاز ملعب "با محمد" أو قرية الجماعة، والإسراع كذلك في إعادة تهيئة بعض شوارعه والاهتمام بقضايا السالمية التي أصبحت جزءا من تراب المقاطعة، بعدما كانت مستقلة بذاتها قبل نظام وحدة المدينة.

1

عندما تسلط الضوء على الاختلالات العمرانية والمجالية بمقاطعة اسباتة، يشهر الفاعلون الجمعويون وأبناء المنطقة سيلا من المطالب العاجلة، إذ يشدد بوشعيب بربير، رئيس الحركة من أجل المواطنة، أن سباتة كجميع مقاطعات المدينة، تعاني من مشاكل عديدة تشمل مجالات التعمير، وفضاءات الترفيه، والبنيات التحتية والطرقية، وكذلك في المجال الصحي والبيئي. ففي مجال التعمير نجد أن العديد من الأحياء تعرف بعض الاختلالات العمرانية والتي تتطلب تدخلا عاجلا للمسؤولين عن المنطقة.. نموذج هذه المشاكل هو  مشكل حي النصر، الذي يتواجد خلف حي السالمية 2، فمنذ سنوات وسكان المنطقة ينتظرون إعادة هيكلة المنطقة أو منح رخص البناء لأصحاب البقع الأرضية التي يملكونها منذ أوائل السبعينات".

بدوره يحاول عز الدين بلبلاج، إطار تربويوجمعوي، في حديثه لـ "انفاس بريس"، أن يلامس بعضا من الاختلالات خاصة تلك التي تتخبط فيها منطقة حي النصر 2، والتي تعد من المناطق ذات التركيبة البشرية الفقيرة بمقاطعة اسباتة. ويرى عز الدين بلبلاج، أنه من خلال الخبرة الميدانية التي راكمها، لمدة 7 سنوات من العمل الجمعوي، فإنه وقف على الكثير من الفظاعات المجالية والعمرانية. إذ يشدد على أن هناك انتشارا كبيرا لنسبة الأمية، وعدم الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية على مستوى المنطقة، بالإضافة كذلك إلى قلة الحملات التحسيسية والتوعية والتأطيرية، وقلة الفعل التنموي لدى المسئولين، مما يقف عائقا أساسيا في النهوض بالمنطقة على كافة المستويات: اقتصاديا، تنمويا واجتماعيا  وتجهيزا.

وفي علاقة بالموضوع، رسم محمد غناج، رئيس جمعية هاجر، صورة قاتمة عن الوضع الاجتماعي الذي تعيشه أزيد من 120 ألف نسمة في أهم احياء مقاطعة اسباتة، وهما حي السالمية 2 وكذا ساكنة حي الأندلس.. إذ كشف غناج في تصريحه لـ "أنفاس بريس"، أن المناخ التنموي بهذه المناطق يسير بعقلية متذبذبة لا تساير المتغيرات التي يعرفها المغرب على مستوى الورشات الكبرى. ومن خلال مجموعة من الاستنتاجات والتقارير خلصنا إلى أن هناك نفص كبير بهذه المناطق والتي يمكن جردها كالآتي: المشاكل التي تعاني منها كل ساكنتي السالمية والأندلس والمتمثلة في مشكل الأمن الذي يعد مشكلا كبيرا لقلة الدوريات الأمنية على مستوى المنطقة، الأمر الذي جعل سكان هذه الأحياء يطالبون بإضافة وحدات أمنية تساعد على الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، وخلق مركز للشرطة في حي الأندلس.

2

ومن بين الملفات الشائكة كذلك بالمنطقة، يضيف محاور "أنفاس بريس"، هناك  مشكل مصب قنوات الصرف الصحي بحي الأندلس وعدم ربطها بحي السالمية 2 وما تشكله من أضرار على صحة السكان، بالإضافة لغياب النظافة وانتشار الازبال والخصاص الكبير في حاويات الازبال.

واعتبر الطاهر صديقي، منسق مبادرة الأحياءبعمالة بن مسيك، أن مقاطعة اسباتة هي أكبر ضحية للتقطيع الإداري بالبيضاء، وأن أهم المشاكل التي تعاني منها المقاطعة، تتجلى في ضعف النخب المسيرة للمقاطعة على العموم وعدم وجود أي أفق استراتيجي في تدبيرها وارتاكن أغلب المنتخبين إلى تدبير اليومي من إصدار للوثائق وتوزيع أدوية، وفي أحسن الحالات تزفيت بعض الأزقة دون مراعاة الحاجيات الحقيقية للساكنة .