في بادرة إنسانية تجسد قيم التكافل والعمل التطوعي، نظمت جمعية العهد الجديد بالدار البيضاء قافلة تضامنية إلى مدينة آسفي، لدعم الأسر المتضررة من الفيضانات الأخيرة التي خلفت خسائر مادية جسيمة ومعاناة اجتماعية واسعة، خاصة في صفوف التجار والمهنيين وسكان الأحياء المتضررة.
وشملت القافلة مساعدات متنوعة، من أغطية وأفرشة وملابس ومواد غذائية أساسية، وُزعت على عشرات الأسر التي فقدت ممتلكاتها أو تضررت مساكنها جراء السيول الجارفة. وهدفت المبادرة إلى التخفيف من تداعيات الكارثة الطبيعية، وتقديم دعم ميداني مباشر للأسر التي وجدت نفسها في وضعية صعبة بعد الفيضانات.
وجرى تنظيم هذه القافلة في إطار مقاربة تشاركية جمعت بين جمعية العهد الجديد وعدد من الهيئات المدنية، من بينها جمعية نساء الخير بمراكش ومدرسة عبدة الخاصة لتكوين الممرضين وعلوم الصحة وجمعية السعادة لتجار ومهنيي ممر الأمير مولاي رشيد بالدار البيضاء، في مبادرة جسدت الانسجام بين مكونات المجتمع المدني وتعزيز التضامن الوطني في الأزمات.
وأكدت سعيدة اكتافو، رئيسة جمعية العهد الجديد أن هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي امتدادا لمسار طويل من الأنشطة الخيرية والإنسانية التي دأبت الجمعية على تنظيمها داخل وخارج الدار البيضاء، خصوصا في المناطق القروية والجبال.
وتشمل هذه المبادرات حملات طبية مجانية، وتوزيع مساعدات غذائية، وبرامج لحفر الآبار لفائدة القرى التي تعاني من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب.
وأضافت رئيسة الجمعية في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" إن الهدف من هذه القافلة هو “المساهمة الفعلية في دعم الأسر المتضررة، وتأكيد أن يد العون لا تتوقف عند حدود المدينة، بل تمتد إلى كل رقعة من الوطن تحتاج إلى المساندة”، مشيرة إلى أن الجمعية “تضع العمل الإنساني في صميم رسالتها وتعتبره واجبا وطنيا قبل أن يكون عملا تطوعيا”.
ويرى متتبعون أن جمعية العهد الجديد باتت نموذجا في العمل الجمعوي الجاد بالدار البيضاء، بفضل تواصلها الدائم مع الساكنة ومواكبتها الميدانية لأوضاع الفئات الهشّة، مما يجعلها فاعلا أساسيا في تعزيز ثقافة التضامن الاجتماعي وتحقيق التنمية المحلية المستدامة.
ونظمت الجمعية مؤخرا قافلة "الشتاء الدافئ"، وكانت محطة مميزة من العطاء والتضامن الإنساني، حيث توجه أعضاء الجمعية إلى إيمينتانوت محمّلين بالمساعدات والدفء القلبي، هدفهم الوحيد إدخال الفرحة على وجوه من هم في أمسّ الحاجة.
ويُنتظر أن تستمر الجمعية في إطلاق مبادرات جديدة خلال السنة المقبلة، خصوصا في المناطق النائية التي تعاني من العزلة وشح الخدمات، حيث تعمل على التنسيق مع شركاء محليين وهيئات متخصصة في مجالات الرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم والتنمية القروية، لإرساء مشاريع ذات أثر دائم تُترجم فلسفة العمل الجمعوي المسؤول.
وبهذه الخطوة التضامنية من الدار البيضاء إلى آسفي، تؤكد جمعية العهد الجديد أن العمل الجمعوي الحقيقي يقوم على الاستمرار والالتزام والاقتراب من معاناة الناس، كرافعة لإحياء قيم المواطنة والتآزر التي تمثل جوهر المجتمع المغربي.

