خليل البخاري لقد أصبح الاهتمام بالبيئة قضية عالمية كبرى. فالتدهور البيئي والتغير المناخي وانهيار التنوع البيولوجي واستنزاف الموارد الطبيعية... جميعها تحديات نواجهها اليوم.. وفي هذا السياق، تلعب التربية البيئية دورا أساسيا في توعية التلميذات والتلاميذ بالتنمية المستدامة وحماية البيئة.
إن التربية البيئية تهدف إلى تنمية فهم عميق للقضايا البيئية وتعزيز السلوكيات التي تحترم البيئة. فهي تمنح للتلاميذ المعارف والمهارات والمواقف اللازمة ليصبحوا مواطنين ومسؤولين و مشاركين في حماية كوكب الأرض.
وفي مقدمة الأهداف الأساسية للتربية البيئية هو توعية التلاميذ بالمشكلات البيئية الحالية والمستقبلية.. إذ ينبغي للشباب فهم أسباب وتبعات التغير المناخي والثلوت، وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظم البيئية.. كما عليهم أن يدركوا تأثيرهم الشخصي على البيئة سواء خلال عاداتهم اليومية أو استهلاكهم أو وسائل تنقلهم وحتى في حياتهم المهنية.. كما تساعد التربية البيئية على فهم هذه القضايا بوعي واتخاظ قرارات مستنيرة. إضافة إلى التوعية، تشجع التربية البيئية على اتخاد مواقف إيجابية تجاه البيئة.. فهي تحث التلاميذ على تبني سلوكيات مستدامة تحترم الطبيعة مثل إعادة التدوير وترشيد استهلاك المياه و الطاقة. كنا تدفعهم للمشاركة في مشاريع حماية البيئة مثل تنظيف المساحات الطبيعية وغرس الأشجار والمشاركة في الحملات التحسيسية. وتسهم التربية البيئية أيضا في تنمية مهارات أساسية لدى التلاميذ. فهي تعزز التفكير النقدي والقدرة على التحليل وخل المشكلات المعقدة وفهم الأبعاد المتعددة للقضايا البيئية. كما تعدهم أيضا لمهن المستقبل المرتبطة بالإستدامة من خلال تنمية مهارات تتعلق بالطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية وحماية البيئة.
إن التربية البيئية تعمل على تكوين مواطنين مسؤولين وواعين. فهي تغرس ٱحترام التنوعين الثقافي والبيئي وفهم الترابط بين الإنسان والطبيعة، ويتعلم التلاميذ النظر في أنفسهم كفاعلين في التغيير والمساهمة في بناء مستقبل مستدام للجميع.
لا أحد ينكر ما يواجهه كوكب الأرض من تقلص المياه الصالحة للشرب وانقراض العديد من الأنواع والاحتباس الحراري.. وغيرها من المشاكل.. لذا أصبح من الضروري الاهتمام أكثر بالتربية البيئية وإدراجها كمادة رئيسية ضمن المناهج الدراسية. فالتربية البيئية عنصر أساسي في بناء مجتمع واع ومسؤول، وقادر على مواجهة التحديات البيئية الراهنة.
خليل البخاري/ باحث تربوي
