السبت 20 إبريل 2024
سياسة

هل سيغذي صراع شيوخ السلفية خزان الجهاديين بالمغرب؟

هل سيغذي صراع شيوخ السلفية خزان الجهاديين بالمغرب؟

لا تبدو أن الروابط مازالت متينة كما كانت من قبل بين شيوخ السلفية الأربعة: أبو حفص، حسن الكتاني الفيزازي الحدوشي، فكل واحد منهم اختار طريقا مغايرا آخر، وتبنى موقفا فكريا لا يشبه الثاني. فقد كشفت بعض المصادر أن الشيخ حسن الكتاني رفض الدخول في مراجعات فكرية لحد الآن بسبب تخوفه من فقدان الرأسمال الرمزي المتجسد في الشباب المعتنق للفكر السلفي.. وهو ما يكشف أن الكتاني مازال متمسكا بمنهجه السلفي.. ولهذا السبب يمكن فهم رفضه المشاركة السياسية، مفضلا ما

يسميه "الدعوة والتربية". في حين يعد أبو حفص الأكثر وضوحا من باقي الشيوخ من خلال التزامه بالمراجعة الفكرية التي أطلقها من داخل السجن رفقة الشيخ حسن الكتاني، من أبرز بنودها استنكار العمليات المسلحة في الدول الإسلامية، ورفض تكفيرالمسلمين، وعدم معارضة النظام الملكي في المغرب، وتقدير كل العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، والدعوة للتواصل مع الفعاليات المدنية.

من جهة ثانية، تبدو مواقف الفيزازي جد "براغماتية"، وهو الذي طالما أطلق تصريحات تعبر عن رغبته في دخول المعترك السياسي دون أن يلتزم لحد الآن بإنزالها موضع التنفيذ، مركزا كل اهتمامه على إطلاق إشارات حسن النية إزاء السلطة التي دشنها ببيان من زنزانته بعد أسبوع واحد من الحراك، ليتمكن الفيزازي من نيل "عطف" السلطة، وبالتالي الظفر بمنصب إمام في أحد أكبر مساجد طنجة سنة 2013، كما حظي بشرف إلقاء خطبة الجمعة في حضرة الملك حمد السادس أثناء زيارته للمدينة خلال شهر مارس الماضي، ليكرّس موقعه في المؤسسة الدينيّة الرسميّة القائمة على صيانة الأركان الثلاثة للإسلام المغربي، أي المذهب المالكي والعقيدة الأشعريّة والتصوّف السنّي.

أما الشيخ الحدوشي، الذي كان من أشد المدافعين عن "الجهاد" في سوريا إبان اندلاع الثورة السورية، فقد تحول إلى أشرس أعداء تنظيم "داعش" في المغرب مباشرة بعد التحاق صهره (زوج ابنته) بالتنظيم، إذ أفتى بتحريم الجهاد في سوريا، لما يترتب عنه من مشاكل اجتماعية، لدى أسر المجاهدين.

وهي الفتوى التي جرت عليه انتقادات لاذعة من لدن متشددي "داعش"، حيث تلقى الحدوشي سيلا من الشتائم والتهجمات من طرف أنصار "داعش".

فالتصادم بين الشيوخ الأربعة الذين طالما كانوا المؤطرين والملهمين للشباب المعتنق للفكر السلفي فتح الباب أمام مصراعيه أمام تغلغل أنصار "داعش" سواء داخل السجون، حيث تقدر بعض المصادر إلى أن 70 في المائة من المعتقلين السلفيين من المؤيدين لحركة "داعش". أما خارج السجون فالأرقام التي أعلن عنها وزير العدل مصطفى الرميد تشير إلى وجود 1212 مقاتل مغربي في صفوف "داعش" بالعراق وسوريا، إذ تحول المغرب إلى وجهة مفضلة للخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم دولة "سيدنا البغدادي" لاستقطاب المقاتلين -كما تؤكد ذلك بيانات وزارةالداخلية- والتي كان آخرها الخلية الإرهابية التي تنشط في استقطاب وتجنيد فتيات للقتال في صفوف "داعش" أو تزويجهن لمقاتلي التنظيم بكل من الفنيدق وسبتة ومليلية وبرشلونة، والتي أعلنت السلطات المغربية والإسبانية عن تفكيكها.

"الوطن الآن" طرحت في غلاف عددها الجديد هذا السؤال: "هل سيغذي صراع شيوخ السلفية خزان الجهاديين بالمغرب؟". الجواب عن هذا السؤال تجدونه في العدد الأخير لـ "الوطن الآن" في جميع الأكشاك.

une-Coul-1