Wednesday 15 October 2025
مجتمع

الصويرة تحتضن مؤتمرا دوليا حول التغيرات المناخية

الصويرة تحتضن مؤتمرا دوليا حول التغيرات المناخية صورة أرشيفية
 تستعد مدينة الصويرة لاحتضان النسخة السادسة من المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 18 أكتوبر 2025، بمبادرة من المركز الدولي للبحث وبناء القدرات CI2RC، وبتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية FFN، والمدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة التابعة لجامعة القاضي عياض، ومعهد عرابا للدراسات البيئية AIES.
 
رؤية علمية ومقاربة تشاركية
يروم المؤتمر تطوير فهم علمي وتطبيقي شامل للتغيرات المناخية واستكشاف حلول واقعية قائمة على المعرفة والخبرة الميدانية، مع التركيز على التفاعل بين السياسات المناخية والتنمية الترابية المستدامة. كما يسعى إلى خلق فضاء متعدد التخصصات يجمع الأكاديميين والخبراء والفاعلين المدنيين وصناع القرار من أجل بلورة رؤى مشتركة ومتكاملة لمواجهة الظاهرة المناخية.
 
استراتيجيات عملية لمواجهة التحديات
ينعقد المؤتمر في مرحلة دقيقة تتسارع فيها وتيرة التغيرات المناخية، مما يجعل الحاجة إلى اعتماد مقاربات علمية وتشاركية أكثر إلحاحاً. ويرى المنظمون أن التصدي لهذه الظاهرة يقتضي فهماً معمقاً للعلاقة بين المناخ والتنمية، من خلال استراتيجيات تجمع بين المعرفة العلمية والإرادة السياسية والابتكار الاقتصادي، بما يضمن التوفيق بين متطلبات النمو والحفاظ على التوازنات البيئية.
 
التركيز على المناطق الساحلية وشبه الجافة
يولي المؤتمر اهتماما خاصا بتحليل ديناميات التغيرات المناخية وأثرها على التنمية الترابية، لا سيما في المناطق الساحلية وشبه الجافة، مع استعراض التجارب المبتكرة في مجالات التكيف والتخفيف، خاصة في سياقات الدول النامية. كما يشكل المؤتمر فرصة لتعزيز تبادل المعارف والخبرات بين الباحثين والمؤسسات العلمية حول أدوات القياس والنمذجة والتخطيط البيئي، وبناء جسور للتعاون الدولي تسهم في دعم التحول نحو اقتصاد أخضر عادل ومستدام.
 
منصة للحوار والتعاون الدولي
يمثل هذا الحدث العلمي منصة للحوار بين مختلف الفاعلين في المجال البيئي، حيث يجمع المؤسسات الأكاديمية والهيئات الحكومية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، إلى جانب طلبة الدكتوراه والباحثين الشباب ويُعد هذا التنوع مصدر قوة يكرس الطابع التشاركي للمؤتمر، ويساهم في بناء شبكات تعاون علمي ومهني تتجاوز الحدود الوطنية، بما يعزز قدرات الفاعلين على مواجهة التحديات البيئية الراهنة.
 
توصيات لتعزيز الاستدامة
من المنتظر أن تصدر عن المؤتمر مجموعة من التوصيات العلمية والاستراتيجية التي ستشكل مرجعا لصناع القرار والمخططين الترابيين على المستويين الوطني والدولي، وقد تشمل هذه التوصيات قضايا التمويل الأخضر ودور الابتكار في مواجهة التغير المناخي، وتعزيز الأمن المائي والغذائي، وإشراك الشباب والفاعلين المحليين في مشاريع التكيف البيئي، إلى جانب نشر ثقافة الاستدامة عبر التعليم والتوعية المجتمعية.
 
الصويرة نموذج بيئي ومجال للتفكير
اختيار مدينة الصويرة لتتظيم هذه النسخة يعكس خصوصيتها الجغرافية والبيئية المتميزة على الساحل الأطلسي، إذ تجمع بين التنوع الطبيعي والانفتاح الثقافي، مما يجعلها نموذجا مثاليا لدراسة العلاقة بين الإنسان وبيئته. وتشكل المدينة مختبرا طبيعيا للتفكير في سبل التكيف المحلي مع التحولات المناخية العالمية، بفضل مؤهلاتها في مجالات الطاقات المتجددة والأنظمة البيئية الساحلية، بما يجسد رؤية المغرب في دمج البعد البيئي ضمن مسار التنمية الترابية.
وباحتضانها لهذا الحدث العلمي الدولي، تؤكد الصويرة مجددا مكانتها كمدينة للحوار والتنوع والتفكير الجماعي في القضايا الكونية التي تمس حاضر الإنسان ومستقبله، وكفضاء يجمع بين العلم والثقافة والبيئة من أجل بناء مستقبل أكثر عدلا واستدامة.