فيلم "وصايا" لسناء عكرود، درس حقيقي في فن التشخيص، ومقاربة ذكية لواقع المرأة المغربية المحشورة بين سندان الواقع ومطرقة القانون، ورؤية إخراجية ملهمة تحاول تكريس حساسية إبداعية خاصة لفنانة مجتهدة واعية، لكن، وحسب المثل المغربي الشهير "حتى خوخة ما خطاتها لولة"، بمعنى أن الفيلم شابته بعض الهفوات والهنات تتعلق بكتابته السيناريستيكية، حيث تم اقحام حالات ثانوية ضمن سير الحدث الرئيس في الفيلم، حالات هلهلت قوة السرد وجعلته ينزاح عن خطه الدرامي الذي كان من المفروض أن يظل ملتزما به والوفاء لتطوره، وهي حالات ساهمت في التطويل الزائد الذي كان بالإمكان الإستغناء عنه في المونتاج.
كما أن نهاية الفيلم، ورغم القصد النبيل في التذكير والتأكيد على الخطاب الملكي حول مدونة الأسرة، جاءت مقحمة وغير مبررة دراميا، مما جعل الجو العام للفيلم يخرج عن سياقاته الروائية، ويغرق في سياقات أخرى تريد قول كل شيء، سياقات لم أجد لها معنى إلا معنى إقحام مواقف تروم الإمعان في الإدانة، وفضح بعض من لازال يعيش على إيقاعات الماضي، على الرغم من أنه يعيش في مغرب "حداثي"، مغرب يسعى جاهدا الخروج من شرنقة الفكر الذكوري المتعنت، ومنح نساء المغرب مساحات ضوء أكثر شساعة..
ورغم ذلك، فقد نجحت سناء في أن تصنع لحظات فيلمية مشرقة وممتعة، من خلال مواجهات تشخيصية رهيبة، خاصة مع الممثل يوسف العربي الذي لعب دور الزوج الأناني "العكسي" بكثير من الموهبة والاقتدار، موهبة وقدرة وحضور هذا الفنان الجميل، الذي لم ينل حقه في اعتقادي رغم موهبته العالية، لم تستطع أن تغطي على مواهب وقدرات وحضور باقي الممثلين المشاركين إلى جانبه، خاصة عبد الرحيم التميمي، وناصر أقباب، ويونس شكور، ودعاء خالد، وخديجة عدلي، أو الفنانة التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة تقدم أداء من الروعة بمكان في كل الأعمال التي تشارك فيها.
لم أكن يوما مرتاحا لعكرود وهي تنجز أفلاما سينمائية كمخرجة، لكنها، ومن خلال فيلم "وصايا"، أقنعتني إلى حد كبير بموهبتها وذكائها، وكان بإمكانها إبهاري أكثر، وإبهار عشاق السينما المغربية، لو أنها تجاوزت، حسب قناعتي، الهنات المشار إليها أعلاه.
عموما، مبروك لسناء عكرود، ومبروك لسينمانا الوطنية بعمل سينمائي "مناضل" يقدم تسع وصايا للمرأة المغربية، وصايا تنفعها إذا ما وجدت نفسها يوما ما في ردهات المحاكم تدافع عن حقوقها كإمرأة، وحضورها كمواطنة من حقها أن تعيش في وطن يضمن المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين جميع مواطنيه.
كما أن نهاية الفيلم، ورغم القصد النبيل في التذكير والتأكيد على الخطاب الملكي حول مدونة الأسرة، جاءت مقحمة وغير مبررة دراميا، مما جعل الجو العام للفيلم يخرج عن سياقاته الروائية، ويغرق في سياقات أخرى تريد قول كل شيء، سياقات لم أجد لها معنى إلا معنى إقحام مواقف تروم الإمعان في الإدانة، وفضح بعض من لازال يعيش على إيقاعات الماضي، على الرغم من أنه يعيش في مغرب "حداثي"، مغرب يسعى جاهدا الخروج من شرنقة الفكر الذكوري المتعنت، ومنح نساء المغرب مساحات ضوء أكثر شساعة..
ورغم ذلك، فقد نجحت سناء في أن تصنع لحظات فيلمية مشرقة وممتعة، من خلال مواجهات تشخيصية رهيبة، خاصة مع الممثل يوسف العربي الذي لعب دور الزوج الأناني "العكسي" بكثير من الموهبة والاقتدار، موهبة وقدرة وحضور هذا الفنان الجميل، الذي لم ينل حقه في اعتقادي رغم موهبته العالية، لم تستطع أن تغطي على مواهب وقدرات وحضور باقي الممثلين المشاركين إلى جانبه، خاصة عبد الرحيم التميمي، وناصر أقباب، ويونس شكور، ودعاء خالد، وخديجة عدلي، أو الفنانة التي أصبحت خلال السنوات الأخيرة تقدم أداء من الروعة بمكان في كل الأعمال التي تشارك فيها.
لم أكن يوما مرتاحا لعكرود وهي تنجز أفلاما سينمائية كمخرجة، لكنها، ومن خلال فيلم "وصايا"، أقنعتني إلى حد كبير بموهبتها وذكائها، وكان بإمكانها إبهاري أكثر، وإبهار عشاق السينما المغربية، لو أنها تجاوزت، حسب قناعتي، الهنات المشار إليها أعلاه.
عموما، مبروك لسناء عكرود، ومبروك لسينمانا الوطنية بعمل سينمائي "مناضل" يقدم تسع وصايا للمرأة المغربية، وصايا تنفعها إذا ما وجدت نفسها يوما ما في ردهات المحاكم تدافع عن حقوقها كإمرأة، وحضورها كمواطنة من حقها أن تعيش في وطن يضمن المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين جميع مواطنيه.