Wednesday 24 September 2025
مجتمع

وزان .. على هامش الدخول المدرسي.. الأمن المدرسي والأمن المجتمعي وجهان لعملة واحدة

وزان .. على هامش الدخول المدرسي.. الأمن المدرسي والأمن المجتمعي وجهان لعملة واحدة محمد حمضي يتساءل : هل من اجتهاد مشترك بين المديرية والعمالة؟
 
يوم 8 شتنبر شرعت مؤسسات التعليم العمومي  بإقليم وزان كما هو الأمر على امتداد التراب الوطني ، في استقبال المتعلمات والمتعلمين . استقبال لم يحدث انسيابه بالمنسوب المطلوب لأسباب تجمع بين الإداري والمناخي والاجتماعي ، لو اجتمع مختلف المتدخلين حول نفس المائدة، بعيدا عن الضغط الذي يواكب انطلاق الموسم الدراسي ، لرفعوا من قوة الانسياب المشار إليه .
 
 عند كل دخول مدرسي ، ليست وحدها الكلفة المالية التي ترهق تفكير الأسر الوزانية التي تعاني غالبيتها من آثار الهشاشة الاجتماعية التي نزل بها إلى الحضيض الغلاء الفاحش للمواد الغذائية الأساسية ، بقدر ما يرهق هذه الأسر ما ينتظر المتعلمات والمتعلمين من أمراض اجتماعية فتاكة تنصب فخاخها بمحيط مؤسسات التعليم العمومي على طول وعرض الإقليم ، للإيقاع بفلذات الكبد . فتأتي النتائج عكس المنتظر من دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية، هذه التنشئة التي تعززت بفاعلين جدد ….
 
المدرسة العمومية ليست جزيرة معزولة عن المجتمع، بل متفاعلة معه ، ومتأثرة ببيئته الحاضنة للكثير من الغث والقليل من السمين.... المخدرات بما فيها الصلبة غزت الإقليم من أدناه إلى أقصاه ...التحرش  بتاء التأنيث بالشوارع ، والدروب ، والحقول ، وأمام أبواب المؤسسات التعليمية ، فحدث ولا حرج ... النَّحالة المسجلة في منظومة القيم، شرّعت الأبواب على مصراعيها في وجه تجار الأخلاق والأعراض...! ولم تنج من غزواتهم النتنة حتى الناشئة التعليمية .
 
 حماية متعلمات ومتعلمي المدرسة العمومية ليست قضية أمنية صرفة رغم أهميتها. الأمن المدرسي  يوجد في علاقة جدلية بالأمن المجتمعي. وهذا الأخير توفيره وجعله مستتبا بالإقليم يعتبر مسؤولية مشتركة .  بالتأكيد بدرجات متفاوتة بين الادارة الترابية ، والادارة الأمنية ، والنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية ، والجماعات الترابية ، والمدرسة ، والأحزاب ، والنقابات التعليمية ، والإطارات الحقوقية ، والمجتمع المدني . النجاح في هذه الرسالة مدخله الوعي بثقلها ، والتحلي بروح المواطنة عند التصدي لأسبابها  . وفي هذا الصدد فإن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مدعوة أكثر من أي وقت مضى لنفض الغبار عن آلية " مركز مناهضة العنف في الوسط المدرسي " ( هناك دليل في الموضوع ) الذي من المفروض أن ينعقد على الأقل مرة في السنة ، تحت رئاسة عامل الإقليم ، وبحضور كل من يوجد في علاقة تماس بالأمن المدرسي الذي يحجز موقعا متقدما في دائرة الأمن المجتمعي .
 
 المديرية العامة للأمن الوطني التي تربطها اتفاقية شراكة بوزارة التربية الوطنية ، دأبت على تنظيم حملات تحسيسية في الوسط المدرسي . ممارسة محمودة ما في ذلك شك. لكن ألم يحن الوقت لتقييم حصيلة هذا المجهود ، وبالتالي التفكير في ابداع أشكال أخرى من التوعية بأهمية الأمن المدرسي،  يكون لها صدى في كل تجمع سكني بالمدينة ، كما بهذه القرية أو تلك؟ 
 "من اجتهد وأصاب فله أجران ، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر " ، أما من بيده المسؤولية وتفاعل مع أي اجتهاد ، فالوطن يرفع له القبعة ، لأنه يساهم في حمايته ، وبنائه ، واستقراره .