Monday 1 September 2025
منبر أنفاس

محمود التكني: الجامعات المغربية.. ماخفي أعظم

محمود التكني: الجامعات المغربية.. ماخفي أعظم محمود التكني
في بحر هذه السنة، تفجرت فضيحة أستاذ قليش بجامعة ابن زهر، وقد كثر عنها القيل والقال . ولكن عندما ينطق القضاء، يسكت العقلاء لأن لا كلمة تعلو فوق كلمته، لأنه يستند على الدلائل والقرائن لينطق بما يرى بعد استقرار رأي هيئة المحكمة.

وأنا هنا لن أكون محامي الشيطان، انطلاقاً من مبدأ "لا يوجد دخان بدون نار". لا أظن أن التزوير والاختلال وصل إلى هذا الحد الذي يروج له بالجامعة المغربية . والأيام ستكشف لنا الستار عن الحقيقة. إلا أن الجامعة العمومية اليوم تعيش أزمة حقيقية في ضل تفشي غياب الطلبة بشكل مهول الشئ الذي يدعو إلى دق طبول الخطر من أجل استئصال هذه الآفة التي تعاني منها الجامعة العمومية بصمت رهيب.

ومن هنا، يجب التطرق لنقاش وتحليل أسباب عزوف الطلبة عن المدرجات. ويمكن تقسيم أسباب هذه الظاهرة إلى قسمين. أولاً، غزو تكنولوجيا الاتصال ووفرة المعلومات والمراجع بالشبكة العنكبوتية بمحاس و عللها. فمنذ مطلع القرن العشرين، عرف العالم ما يسمى بالوجبات السريعة عبر شركات عالمية مثل ماكدونالد وكنتاكي وبيتزا هت وغيرها من سلاسل المطاعم العالمية.

وفي أواخر القرن السالف الذكر، غزت العالم الشبكة العنكبوتية وانخفضت أسعار الإنترنت بشكل همول حتى أصبح متاحاً للجميع. بهذا انتقلنا إلى المعلومة السريعة عبر شركات عالمية مثل شركة جوجل. وما زاد الطين بلة الذكاء الاصطناعي الذي يقوض عمل العقل الانساتي . إلا أن خطورة المعلومة السريعة لا يعلمها إلا ذوي العلم والبصيرة. فشرها يتجلى في كونها تجعل الباحث لا يأصل ما يبحث عنه لوضعه في سياقه ومعرفة بدايته ونهايته.

ثانيا: لقد غيرت جائحة كورونا ملامح العالم و المغرب لا يتجزأ منه بهذا ظهرت وظائف و مهن جديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر سيارات المقهي المحمولة التي اصبح كالنار في الهشيم على طرقات في كل محاور البلاد ، و نعلم انه بتاريخ عشرين مارس من سنة واحدة وعشرين و الفين اغلقت المدارس و الجامعات بالمغرب وهو بداية حظر التنقل وقد قررت الدولة ان

الامتحانات ستكون في المقروء لا المقرر بهذا اخدت الدول بعين الاعتبار الجائحة و اجتازوا تلاميذنا و طلابنا الامتحانات رغم عدم الدراسة و نجح من نجح و اصبحت هذه سنة لذا طلبة اليوم حيثوا يظنوا انه يمكنوا لهم النجاح دون الحضور في المدرجات وهذا هو السبب الثاني في اجتياح مدرجاتنا بالكليات ظاهرة الغياب. بهذا، هوت جودة المقالات العلمية المحكمة، حيث أصبحت جودة الأبحاث العلمية تتنازل بتسارع كبير ، خصوصاً في الدول النامية. كما ظهر في السنوات الأخيرة مؤشر نزاهة المقالات العلمية. ونعلم أن لا خير في أمة جاهلة، بل العلم والمعرفة هي الطريق نحو الرقي. ومن هنا، يجب الوقوف على اختلالات الجامعة، وخصوصاً العمومية التي أصبحت تعاني من علل عدة.