الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الريسوني يطلق رصاصة غادرة على الإمارات العربية.. دفاعا عن "فقهاء الإرهاب"

الريسوني يطلق رصاصة غادرة على الإمارات العربية.. دفاعا عن "فقهاء الإرهاب"

يبدو أن أحمد الريسوني، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح (الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية)، مازال لم يشف غليله من الحاكمين في الإمارات العربية، ولم يستسغ بعد وضع اسمه على قائمة الإرهاب التي أقرها مجلس الوزراء الإماراتي، جنبا إلى جنب مع صديقه يوسف القرضاوي (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) وتنظيمي "داعش" و"القاعدة" و"الحوثيين".. وجملة من التنظيمات التابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بما فيها تلك التي تنشط في مجالات الإغاثة والعمل الخيري والدعوة الإسلاميّة، فضلا عن أسماء أخرى.

الغضبة الأخيرة جاءت مغلفة بفتوى شرعية حول تحريم العمل لدى "الشركة الإماراتية لتصنيع التبغ وتوزيعه" وجهها لمواطن مغربي ينحدر من مدينة طنجة؛ وهي الفتوى التي لا يمكن أن ينطلي مضموتها السياسي، يقول أحد المراقبين، على أحد. مضيفا أن هذا "العالم المقاصدي" كما يحب أن ينعت نفسه  لديه ثأر لدى الإماراتيين بعدما أدرجوه في لائحة الإرهاب يوم السبت 15 نونبر 2014. و"من الطبيعي، يقول المراقب، أن يشن حربا لا هوادة فيها على كل ما تشتم فيه رائحة الإمارات، سواء أكان تبغا أو تمرا أو سواكا. بل إن الريسوني من شدة نقمته على مسؤوليها يتمنى لو كان بإمكانه محو أكثر من 20 شركة ومؤسسة إماراتية تستثمر في المغرب لما تردد في ذلك لحظة واحدة". علما أن تلك الشركات تستثمر ملايين الدولارات في قطاعات المقاولات والعقارات والسياحة والتصنيع وتوليد الطاقة والنقل الجوي للركاب والبضائع وصيد الأسماك والنفط والغاز الطبيعي وصناعة الأدوية والمستحضرات الطبية.
وتشمل قائمة أهم الشركات الإماراتية المستثمرة في المغرب كلاً من شركة مبادلة، وشركة دانة غاز، وشركة إعمار العقارية، وشركة آبار، وشركة أبوظبي للاستثمار، ودبي العالمية، وشركة القدرة القابضة، وشركة الإمارات الوطنية للبترول، وشركة بيت أبو ظبي للاستثمار، وشركة الاستثمارات البترولية الدولية.

هذا مع العلم أن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي يحمل المبادئ نفسها التي تثقل كاهل الريسوني (بما أنهما عضوان مؤسسان بارزان لحركة التوحيد والإصلاح) فعل كل شيء لإقناع أكثر من 500 شخصية من صانعي القرار الاقتصادي في الخليج شاركوا في المنتدى الرابع للاستثمار المغربي الخليجي بأن يستثمروا أموالهم في المغرب!

فهل معنى ذلك أن الريسوني المأخوذ بالغضب والرغبة في الانتقام لسمعته ومساره الفقهي وجد نفسه يسير في الاتجاه المعاكس لرفيق دربه بنكيران، أم أن وراء هذا الهجوم الناري قضية أكبر بكثير من الحكومة الملتحية والاستثمارات الإماراتية في المغرب؟

 ما السر إذن وراء هذه الحرب بين أحمد الريسوني والدولة التي كانت تغدق عليه ملايين الدولارات طيلة أعوام، وكانت تضعه في طليعة العلماء الذين تستقبلهم بحفاوة، وتبدي الغالي والنفيس من أجل استبقائهم، وتمكينهم من مدرجات جامعاتها ومعاهدها؟ ما الذي جعل الرجل المقاصدي ينسى الأموال الطائلة التي حصل عليها من الإماراتيين يوم كان مديرا تنفيذيا لـ "معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية" ويعتبر مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بلسانه هو، جسرا بين المجتهدين من الفقهاء والمفتين؟ أين ذهب كل ذلك الود بين الطرفين، إلى الحد الذي جعل الريسوني لا يختلف عن أبي بكر البغدادي أو أيمن الظواهري أو أبي بكر شيكاو (زعيم "بوكو حرام" النيجيرية)؟"

هذه الأسئلة وأسئلة أخرى، يجيب عنها غلاف "الوطن الآن" الذي تجدونه في جميع الأكشاك تحت هذا العنوان "دفاعا عن "فقهاء الإرهاب".. الريسوني يطلق رصاصة غادرة على الإمارات العربية"

une-cov-10-12