Sunday 10 August 2025
فن وثقافة

خريبكة: لوحات زينب النعيري بملتقى الثقافة العربية.. سفر إبداعي بلا حدود

 
 
خريبكة: لوحات زينب النعيري بملتقى الثقافة العربية.. سفر إبداعي بلا حدود الفنانة التشكيلية المغربية زينب النعيري
وقعت الفنانة التشكيلية المغربية زينب النعيري في الآونة الأخيرة، على مشاركة أنيقة، ضمن معرض جماعي، بملتقى الثقافة العربية التاسع، الذي نظمه منتدى الآفاق للثقافة والتنمية بخريبكة من 4 الى 7 غشت 2025، تخليدا للذكرى 26 لعيد العرش المجيد، تحت شعار"ربع قرن من مشاريع التنمية وأوراش التحديث والإشعاع العالمي".
لوحات الفنانة النعيري في المعرض، الذي شارك فيه أيضا كل من الفنانين مريم أبو سفيان، ومحمد زوهر، سفر ملون بفيض من المشاعر الأنثوية التي تحيل حركات الريشة إلى تلوينات مبهرة، تضيف إلى ذائقة المتلقي، آفاقا رحبة للمتعة البصرية، والخيال المجنح الحنون.
خيال النعيري، في المعرض ترجمته أعمال رومانسية لها رائحة العاشقين، حيث تتفتق ازهار الحلم، من زوايا الروح، فتمنح القلب، نبضا جميلا يتسع لكل لحظة منعشة، وفرح بلا حدود.
تلك اللوحات، سفر ابداعي بلا حدود، ورحلة ممتعة إلى ضفاف آسرة، تهب الرائي، إحساسا بالراحة والسكينة، سكينة تصنعها تلك الألوان المتناسقة، في الشكل والحجم والرؤى التي تحاكي بهاء النجوم وألق الربيع، وجدلية ألوان سوريالية آتية من برج الخيال والآمال.
الخيال عند النعيري في هذا المعرض، يفرد أجنحته للسماء، مانحا للمتلقي، مساحات شاسعة للتأمل الماتع لنجوم ملتلألأة تحس ولا ترى، وهو ما يعطيه طاقة إيجابية، يحيل اللوحة الى حبة ليمون، معها تنتعش الأفكار والرؤى، وترتاح العيون.
ان لأعمال النعيري هنا رسالة، والرسالة إبداع متجدد، والإبداع المتجدد، التزام، وتحدي، وصبر فني جميل، وإصرار على بلورة الأفكار الى جمال لوني أخاذ، يزهر في هنا وهناك، سواء في هضبة الفوسفاط، او في تلك القصبة التي تشبه اي قصبات.
قصبات زينب النعيري، أسوارها عالية، عليها معلقات لونية مبهرة، أزهرت بسحر الألوان في الخزانة الوسائطية (م ش ف) على طول العام، وأورقت عروشها من شمال الوطن والروح، إلى جنوب الضفة العليا من المتوسطي، فكانت رمزا للتلاقح الثقافي والفني بين الشمال والجنوب.
إنها إحالة ممتعة لفن تشكيلي مغربي، يعانق أحلام فانين تشكيليين مغاربة واسبانيين ودوليين، وهو ما يجعل لوحات هذا المعرض، تستمد وهيجها المضيء من فيض مهرجانات وطنية ودولية، شاركت فيها الفنانة بتألق لافت، فنانة مبدعة تعتبر إحدى فنانات المستقبل.
المستقبل الفني عند الفنانة النعيري، رحلة ساحرة مفعمة بأحلام وتطلعات المثقفين والفنانين والمبدعين، وهو ما تأتى لها من خلال ملتقى الثقافة العربية، حيث كان ضيوف الملتقى زائرين، ومتأملين استثنائيين، وجدوا في تلك اللوحات عوالم بهية مصقولة، بكثير من الاجراس اللونية، وسحر الأعراس بورودها، وجمال الخط، والموهبة والموسيقى.
انها لوحات مموسقة، وموسيقي بلوحات صوفية ورومانسية، تجعل من اللون البديع عند فنانتنا، شاعرة ترقص الألوان، ومبدعة ألوان، لها ظلال وارفة في صيف الوجدان، وراحة بال، وانتعاشة فنية لا تخطر على بال.
تلك إذن هي بعض من أعمال زينب النعيري في معرضها، التي احتفت فيه، بعطر الورد، وبورود المزهريات المصفوفة، في بين الأحبة، انها تشكيلات مبهرة لمتلاشيات، صنعت منها عوالم تزاوج بين الطبيعة وعبق ازهار خرافية، واريج شقائق النعمان، إنها أيضا تأملات فلسفية في هذا العالم بكل تفاصيل الروح والسماء والحروف، واحتفاء بالخط العربي بما يحمله من زهو وشرف، ودلالات صوفية ولغوية وتاريخية ووجدانية لا تمحوها السنون.