Thursday 29 May 2025
فن وثقافة

محمد حطاب: "صدى الإبداع" البرنامج الثقافي الرائد على قناة الأولى.. 13 موسمًا في خدمة الثقافة والفنون 

محمد حطاب: "صدى الإبداع" البرنامج الثقافي الرائد على قناة الأولى.. 13 موسمًا في خدمة الثقافة والفنون  صدى الإبداع كل سبت الساعة 5:30 مساءً. قناة لأولى
منذ ثلاثة عشر عاما، يقدم البرنامج الثقافي الذي يبث كل سبت على قناة الأولى، لمحة عامة عن أهم التطورات البناءة والجديّة على الساحة الثقافية والفنية والاجتماعية بالمغرب. نظرة عامة على الابداع في بلادنا، من خلال مواضيع متعمقة وضيوف تم اختيارهم بعناية.  
  
مع انطلاق الموسم الثالث عشر من برنامج "صدى الإبداع"، تم تصوير وبث ما لا يقل عن 500 حلقة حتى الآن. لقد نجح أكثر من 1500 كاتب وشاعر وفيلسوف وباحث ومحلل وعالم سياسي وعلم اجتماع وعالم آثار وعلماء أنثروبولوجيا وعلماء إثنولوجيا وناقد وفنان تشكيلي ومخرج وممثل وممثلة وراقص وموسيقي ومغني ورجل وامرأة من المسرح والشباب الواعدين والمواهب الراسخة وغيرهم ممن يحملون الوعد في داخلهم، رجال ونساء، في النجاح لكتابة صفحة جميلة من صفحات التلفزيون.
انه إرث سندركه لاحقاً عندما ندرك كل العمل الذي قام به فريق صدى الإبداع، من دون إثارة أي ضجة، بل عمل بجدية وبكل تواضع، في خدمة الثقافة في بلادنا. 13 عامًا قدمت لنا وجوهًا أساسية وموثوقة، دون الوقوع أبدًا في كل تلك العبارات المبتذلة والابتذال التي نراها في البرامج الأخرى، والتي، يجب أن أقول، لا تحترم الجمهور و لا المجتمع المغربي الذي يتطلع لبرامج هادفة و راقية. في ظل مناخ من الرداءة على كافة المستويات، تخدم صدى الإبداع الثقافة المغربية بكل أصالتها وجمالها وعمقها ودقتها ومسؤوليتها ورقيها.  ويجب أن يقال إنه اليوم هو البرنامج الثقافي الوحيد الذي يستحق هذا الاسم، في أكثر من جانب. فكرة مدروسة جيدًا، وفريق يجمع الحساسيات من آفاق متعددة حول الرجل الذي أنشأ البرنامج ويحمله: إدريس إدريسي، وجه معروف من التلفزيون والمسرح؛ عبد الحق نجيب، كاتب وصحفي وكاتب عمود وناقد فني وسينمائي ومخرج فيلم بارز مؤخرًا؛ محمد شويكة أستاذ الفلسفة والكاتب والناقد السينمائي الذي لا يحتاج إلى تعريف، ومريم خليل، الدكتورة والمؤلفة الموهوبة.

ويحظى البرنامج الحواري الناجح للغاية، والذي يصل إلى اكثر من مليوني مشاهد وملايين الشاشات، بثقة الجمهور و المغاربة، كل يوم سبت على قناة الأولى، وقد بنى قاعدة جماهيرية مخلصة على مر السنين بين ملايين محبي الثقافة والفنون.
 
ولكي نتحدث عن نجاح هذا البرنامج الذي أصبح اليوم يتيماً في المشهد التلفزيوني والثقافي المغربي، لا بد من القول إن كل شيء يكمن في اختيار المواضيع التي يتناولها ويعالجها، وكذلك في اختيار الضيوف. تمنح مجلة صدى الإبداع مساحة واسعة للوجوه الجديدة والمواهب الشابة. إنه يبحث عن المبدعين ويكشف عنهم أينما كانوا ليمنحهم الرؤية، وليقدم لهم لقاءً فعالاً مع جمهور مولع بالفن والثقافة والذي يشعر باليأس إزاء الفراغ الذي يسود القنوات الوطنية المختلفة.
منذ ثلاثة عشر عاما، يبث برنامج "صدى الإبداع" كل يوم سبت في بداية الأمسية على قناة الأولى. على مدى كل هذه مواسم، نجح البرنامج الثقافي الحواري في استقطاب عدد كبير من المشاهدين، الذين وجدوا فيه مادة لتقدير الأعمال، واكتشاف المواهب الجديدة، ومتابعة الأخبار الفنية في المغرب، بكل تنوعاتها. يتم دعوة الكتاب والشعراء والمسرحيين والمخرجين والممثلين والممثلات والموسيقيين والمغنين والمصورين والباحثين والمحللين والنقاد إلى البرنامج لتحليل الأحداث الجارية أو الترويج لأعمالهم أو تسليط الضوء على موضوعات تم اختيارها جيدًا في كثير من الأحيان. تناولت صدى الإبداع التاريخ والأنثروبولوجيا والفنون التشكيلية بتنوعها الكبير والأدب والشعر والسينما والمسرح والرقص والكوريغرافيا وعلم الآثار والعمارة وشخصيات عظيمة من الفكر المغربي والعربي مثل محمد عزيز لحبابي ومحمد عابد الجابري وعبد الكبير الخطيبي دون أن ننسى تكريم الأحياء الأسطورية من التاريخ المغربي مثل الحي المحمدي أو مراكش بثرائها الإنساني والفكري الجميل.
مع ضيوف معروفين وغير معروفين، لكنهم يشكلون عرضًا مثيرًا للاهتمام، يقدمه بكل سهولة عبد الحق نجيب، الذي يجلب معه طبيعته المعروفة، وأسلوبه المريح وتواطؤه مع أصدقائه في الاستوديو ومع الضيوف، أصبح صدى الإبداع العرض الثقافي الرائد في المغرب.  
ويبدو الآن أن الفريق أصبح على دراية تامة بهذا التمرين الديناميكي لدرجة أنه يتجنب الأوقات الميتة والفجوات التي قد تكون في بعض الأحيان ضارة ببرنامج من هذا النوع. محمد شويكة، الناقد وأستاذ الفلسفة، يمارس دوره ككاتب عمود بكل جدية، ويطرح في كثير من الأحيان أسئلة صعبة. وتكمل مريم خليل هذه الثلاثية "صدى الإبداع" التي تحظى الآن بتقدير كبير من قبل شريحة معينة من المثقفين والمفكرين وعشاق الفن والثقافة، خاصة وأن التلفزيون المغربي لا يقدم برامج من هذا النوع لتلبية تطلعات المشاهدين. يملأ "صدى الإبداع" هذا الفراغ، ويجلب منظورًا مختلفًا للثقافة، يتم التعبير عنه من خلال نهج يرفض النخبوية ويصل إلى الجمهور، في أوسع حدوده.
إن اختيار إعداد برنامج باللغة العربية البسيطة (دون الوقوع في اللهجة العامية)، وهي لغة وسطى متقنة الصياغة، يعد من الأصول المهمة التي تضمن نجاح برنامج شعاره الثقافة للجميع. ويعتبر عنصر اللغة أمرا بالغ الأهمية، بمعنى أنه يمكن مخاطبة عدد كبير من الناس وليس فقط المثقفين، باستخدام لغة راسخة تصل بسهولة إلى المتلقي. اليوم، مع المزيد من العفوية و المتعة مثل ما يتم في أماكن أخرى في برامج من هذا النوع، فقد فعل الكثير من الخير لهذا البرنامج، الذي تحسن على مر السنين، من خلال الضحك، وروح أخف، دون الوقوع في الخفة، لجعل هذا المساء المبكر من يوم السبت لحظة من الاسترخاء والتعلم والمرح.
اليوم، وبعد 13 عامًا من الخدمة الجيدة والمخلصة، شارك المئات من الضيوف وجهة نظرهم بشأن الإبداع الثقافي في بلدنا، وقدموا للجمهور الأفضل والأكثر مصداقية ودقة، مع موسم 2025 الذي بدأ بداية قوية، مع حلقات حادة وقوية للغاية، مع رسائل مهمة.