في مبادرة مبتكرة وشجاعة تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، تستعد فعاليات مدنية وإعلامية لإطلاق نقاش عمومي تحت شعار " درب السلطان الفداء بعيون الساكنة " يشخص أداء ممثلات وممثلي منطقة درب السلطان الفداء، سواء في البرلمان أو ضمن المجالس المنتخبة.
وجدير بالذكر أن هذا النقاش يستجيب لدينامية محلية، بضرورة تفعيل آليات المحاسبة والمساءلة المدنية وإشراك الساكنة في تتبع المشاريع التنموية التي تهم المنطقة.
الإطار العام للنقاش
تشكل هذه المبادرة المدنية خطوة نوعية في اتجاه تعزيز الديمقراطية التشاركية، حيث تسعى إلى فتح قنوات تواصل مباشرة بين الساكنة وممثليها. ويعتبر هذا النقاش فرصة سانحة لمساءلة المسؤولين المحليين والبرلمانيين عن حصيلة عملهم وتفاعلهم مع الإشكالات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤرق حياة المواطنين.
تقييم أداء البرلمانيين
سيركز النقاش على عرض حصيلة عمل البرلمانيين داخل مجلس النواب، مع تسليط الضوء على مدى ارتباط الأسئلة التي يطرحونها بالقضايا الجوهرية للمنطقة. كما سيتم تقييم مدى استجابتهم لمطالب الساكنة، خاصة من حيث عقد لقاءات دورية معهم وتوضيح خطط العمل. ويُعد هذا المحور جزءًا أساسيًا من تعزيز الشفافية البرلمانية في تمثيل المواطنين.
دور المجالس المنتخبة في التنمية المحلية
سيتم التركيز على المجالس المنتخبة باعتبارها الهيئات المسؤولة عن إدارة الشأن المحلي، مع تحليل مدى التزامها بحضور جلسات مجلس المدينة والانخراط الفعلي في اقتراح مشاريع تنموية تساهم في تحسين جودة الحياة. وسيكون النقاش فرصة لتسليط الضوء على مشاريع سبق الإعلان عنها وتقييم مدى التزام المجالس بتنفيذها.
أبرز الملفات المطروحة:
تعويض ساكنة المنازل: يمثل هذا الملف أحد أبرز القضايا الاجتماعية التي تعاني منها الساكنة، حيث سيتم مناقشة آليات التعويض والإجراءات المتخذة لتحسين الأوضاع السكنية.
المناطق الخضراء والثقافة والرياضة: يرتبط تعزيز الفضاءات العامة بالحق في بيئة سليمة وحياة ثقافية نشطة. سيتم استعراض الجهود المبذولة لتوسيع المساحات الخضراء وإحداث مرافق رياضية وثقافية تساهم في بناء مجتمع متوازن.
البيئة والتلوث: مع ارتفاع مستويات التلوث في المناطق الحضرية، ستتم مناقشة السياسات البيئية التي يتم تبنيها لضمان بيئة صحية ونظيفة.
التعليم كمدخل للتنمية: يعد تحسين البنية التحتية التعليمية أولوية لتحفيز التنمية البشرية، لذلك سيتم تقييم مدى تقدم المشاريع التعليمية والتحديات التي تواجه القطاع.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: ستتم مناقشة مدى نجاعة البرامج الاجتماعية المنفذة، مثل المركب الاجتماعي الباهية، ومدى تأثيرها على الفئات الهشة.
المشاريع الكبرى: بين الوعود والتنفيذ
يتطلع المواطنون إلى مشاريع ملموسة تساهم في الارتقاء بمستوى العيش، وتشمل البرامج الجديدة بناء مركب رياضي ومكتبة رقمية ومركز لمكافحة الإدمان، إضافة إلى إعادة تأهيل ساحة السراغنة وترميم فضاءات ثقافية. سيتم التركيز على مدى تطابق هذه المشاريع مع الحاجيات الفعلية للساكنة.
أهمية المبادرة المدنية
تكتسي هذه المبادرة أهمية خاصة في سياق التراكمات الاجتماعية التي فرضت حتمية تعزيز دور المجتمع المدني في مراقبة السياسات المحلية. وتعتبر فرصة لبناء جسور الثقة بين المواطنين وممثليهم من خلال محاسبة من تولوا الشأن العام على مختلف المستويات. كما تسعى هذه النقاشات إلى تكريس ثقافة المشاركة المدنية وتفعيل دور المواطن في صنع القرار المحلي.
يشير هذا النقاش إلى وعي متزايد لدى الساكنة بأهمية الانخراط الفاعل في تقييم الأداء السياسي، بما يضمن شفافية أكبر ويحقق التنمية المستدامة لمنطقة درب السلطان الفداء.