الأربعاء 24 إبريل 2024
سياسة

المهندس المريني: كان من الأفضل إحداث لجنة وقائية بعد إصدار النشرة الإنذارية للأرصاد الجوية

المهندس المريني: كان من الأفضل إحداث لجنة وقائية بعد إصدار النشرة الإنذارية للأرصاد الجوية

يرى محمد المريني، رئيس جمعية مهندسي المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، أنه كان من الأجدر عند إصدار النشرة الإنذارية للأرصاد الجوية، وعوض انتظار حدوث خسائر، خاصة الخسائر البشرية، إحداث لجنة وقائية فور صدور مثل هذه النشرات الإنذارية كما في بلدان أخرى. مضيفا، في حواره مع "أنفاس بريس"، أنه ربما يكون هناك استنتاج أن القناطر صممت بطريقة لا تتحمل هذه الكمية من الأمطار، وهذا شيء عادي لأنها ، كما قال، أنجزت وفقا لصبيب الأنهار والتساقطات التي تكون في هذه المناطق...

+ تسببت التساقطات الأخيرة في تهاوي القناطر وألحقت أضرارا جسيمة بالطرق، ما هي أسباب ذلك؟

- أولا يجب معرفة هل هذه التساقطات استثنائية أم لا، وهي النقطة الأولى التي علينا أن نتأكد منها. فقد كانت هناك نشرة إنذارية للأرصاد الجوية تفيد بتهاطل تساقطات مهمة وغير عادية. وكما قلت سابقا، في لقاء مع أسبوعية "الوطن الآن" منذ أكثر من سنة، في جميع حالات تصميم القناطر يتم استحضار مجموعة من الإحصائيات: من بينها نسبة التساقطات المطرية ونسب صبيب الأنهار في منطقة معينة، مع أخذ مسافة علو 3 أمتار بين القنطرة وسطح الوادي، حيث يصل الماء إلى هذا العلو 3 أمتار مرة في 100 عام...

لماذا النقطة الأولى مهمة، إذ عندما تكون التساقطات غير عادية بالنسبة لمنطقة ما، فصبيب الوديان يتجاوز ما يمكن أن تتحمله القنطرة، وبالتالي ستتهاوى المنشأة الفنية لأنها غير مصممة لتحمل ذلك. لهذا لا يمكن أن نحكم على هذه الوضعية حتى نعرف هل هذه التساقطات تفوق التساقطات العادية في هذه المناطق أم لا؟  وبالتالي إذا كانت كذلك، ربما يكون هناك استنتاج أن هذه القناطر صممت بطريقة لا تتحمل هذه الكمية من الأمطار، وهذا شيء عادي لأنه كما قلت أنجزت وفقا لصبيب الأنهار والتساقطات التي تكون في هذه المناطق.

أما بخصوص إحداث لجنة وزارية لتتبع وتنسيق عمليات الأضرار. فمن وجهة نظري، كان من الأحسن - عند إصدار تلك النشرة الإنذارية للأرصاد الجوية - عوض انتظار حدوث خسائر وخاصة  البشرية منها، إحداث لجنة وقائية فور صدور مثل هذه النشرات الإنذارية كما في بلدان أخرى، و يتم  بمقتضى ذلك مثلا منع المرور عبر الطرق والقناطر المهددة بالفيضانات.

إذ عندما تكون التساقطات غير عادية فجميع الأضرار ممكنة بالطرق التي تقطع أو تمر بمحاذاة الأودية. مثلا بعد الأضرار التي خلفها فيضان وادي أوريكا أحدثت عقب الفاجعة، بعض مراكز القياسات في تلك المنطقة لإخبار الساكنة وإخلاء هذه المناطق قبل أن يفيض الوادي،مثل هذه الإجراءات يمكن تعميمها أو اعتماد اجراءات أخرى.

+ لماذا لا يتم رصد ميزانية من طرف السلطات العمومية خاصة للصيانة ولإصلاح القناطر والطرق؟

- توجد هذه الميزانية لكنها غير كافية، لسبب بسيط، هناك الآلاف من الكلمترات ومئات القناطر، وهناك أيضا طرق وقناطر قيد الإنجاز بمليارات الدراهم. طبعا هناك نقص كبير في مجال الصيانة، لكن لا توجد الميزانيات الكافية للأسف.