Thursday 1 May 2025
كتاب الرأي

محمد العتيقي: الإستثمار في الطب العام مدخل لتحقيق شعار "الصحة للجميع"

محمد العتيقي: الإستثمار في الطب العام مدخل لتحقيق شعار "الصحة للجميع" د.محمد العتيقي
إن الحديث والنقاش حول أهمية الطب العام في المنظومة الصحية المغربية أصبح مهملا في فترة ما بعد جائحة كورونا.

في البلاغ الأخير لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمملكة المغربية حول "أبرز المنجزات في مجال تدبير الموارد البشرية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية خلال الفترة 2021-2025 من الولاية الحكومية 2021-2026" و الذي صيغ في 1286 كلمة، تمت الاشارة ثلاث مرات للطب العام :

1 -"اعتماد الجهوية في تدبير المناصب المالية المحدثة ومباريات التوظيف الخاصة بالأطر الطبية العامة"

2 -"تقليص عدد انتقالات مهنيي الصحة غير المفعلة من 379 انتقال غير مفعل بداية سنة 2021 بالنسبة للأطباء العامين إلى 86 سنة 2024"

3 -"لا سيما وأن مدة التكوين الخاصة بالأطر الطبية العامة تصل إلى 7 سنوات (6 سنوات في إطار النظام الجديد)"

وذلك في إشارة إلى المقاربة البيروقراطية الإدارية الصرفة في تدبير الموارد البشرية.

بتجرد و بدون تصرف تم طرح السؤال التالي: "هل المنظومة الصحية بالمغرب بحاجة إلى أطباء عامين؟ " على الذكاء الاصطناعي وكان الجواب كالتالي :

نعم، الطب العام مفيد وأساسي جداً للمنظومة الصحية بالمغرب، بل هو ركيزة أي نظام صحي فعّال. ها هي أهم الأسباب العلمية المبنية على الأدلة:

تقوية الرعاية الصحية الأولية (Soins de santé primaires)
الدراسات العلمية تؤكد أن الأنظمة الصحية التي تعتمد على رعاية صحية أولية قوية (يقودها أطباء عامون) تحقق نتائج صحية أفضل (انخفاض الوفيات، زيادة متوسط العمر، تحكم أفضل بالأمراض المزمنة). الطب العام هو الخط الأول للتكفل بالمرضى قبل تحويلهم للتخصصات.

-تحسين الولوج وتخفيف الضغط:

وجود طبيب عام قريب من السكان يسهّل التشخيص المبكر والعلاج المبكر، ويقلل من اللجوء غير الضروري لمستشفيات المستويات العليا (CHU)، مما يخفف الضغط عن المستشفيات ويوزع الموارد بشكل أنجع.

-إدارة الأمراض المزمنة:

البحوث تظهر أن أطباء الطب العام قادرون بكفاءة على متابعة أمراض مثل السكري، ارتفاع الضغط الدموي، الربو… وهو ما يقلل من المضاعفات الخطيرة والاستشفاءات المتكررة.

-التكفل الشمولي (Approche globale):

الطبيب العام يُعنى بالمريض كشخص كامل، وليس مجرد مرض محدد. هو يتكفل بجوانب جسدية، نفسية، اجتماعية، وهو ما يتماشى مع توجهات الصحة العصرية (médecine intégrative).

-فعالية التكلفة (Cost-effectiveness):

الدراسات تبين أن استثمار الموارد في تقوية طب الأسرة والطب العام أقل كلفة وأكثر مردودية مقارنة بالأنظمة التي تعتمد على التخصصات فقط (moins de surmédicalisation, moins d’actes coûteux).

-دور وقائي مهم:

الأطباء العامون لهم دور محوري في التلقيح، الفحص المبكر للسرطانات، التوعية الصحية، الوقاية من الأمراض المعدية - مما يقلل عبء الأمراض مستقبلاً.

-إستجابة جيدة لحاجيات التغطية الصحية الشاملة:

لتنزيل فعّال لمشروع التغطية الصحية الشاملة بالمغرب، هناك إجماع علمي أن تقوية شبكة الأطباء العامين ضروري لضمان رعاية مستمرة وقريبة وسريعة.

-خلاصة علمية:

كل نظام صحي ناجح يرتكز على أطباء عامين أقوياء ومؤهلين. المغرب إذا أراد أن يحقق فعلاً شعار "الصحة للجميع"، يجب عليه أن يستثمر أكثر في الطب العام كقاعدة صلبة.